متاهة بان > مراجعات رواية متاهة بان > مراجعة Ayman Gomaa

متاهة بان - كورنيليا فونكه, غييرمو دل تورو, مارك جمال
تحميل الكتاب

متاهة بان

تأليف (تأليف) (تأليف) (ترجمة) 4.5
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

"أقدارنا تكمن في خياراتنا."

كان ياما كان في عالم تحكمه الديكتاتورية والفاشية يسوده الخوف كانت توجد فتاة تدعي "أوفيليا" تعيش في عالمها المواز مع حكاياتها الخرافية وكُتبها، فتاة متمردة ثائرة لا تتبع الأوامر على نقيض ما تعيشه والدتها وكل من معها في البيت تحت إمرة الجنرال "بيدال" في خنوع والذي يطارد الثوار ويعامل الجميع بما فيهم أوفيليا ووالدتها حاملة طفله بكل قسوة، وعلى عكس العوالم المعتادة حيث الوحوش هم الكائنات المخيفة تأتي عوالم "غييرمو ديل تورو" حيث البشر هم الكائنات القاسية المخيفة التي تثير الرعب دومًا فهنا لم يكن يثير الخوف الوحوش التي قابلتهم أوفيليا بل ما كان يجعل الخوف يدب في قلوب القراء هو ظهور الجنرال بيدال.

"لا يدرك الفانون أن الحياة ليست كتابًا تغلق دفتَيْه بعد أن تقرأ الصفحة الأخيرة. لا صفحة أخيرة في كتاب الحياة، فلطالما كانت آخر صفحات إحدى القصص هي نفسها أولى صفحات قصة أخرى."

من هذا المنطلق يمكن النظر بعمق في تحفة “غييرمو ديل تورو “ التي كانت بمثابة ميلاده الحقيقي والتي من منطلقها أصبحنا في عالمه أصدقاء للوحوش وأعداء للبشر المسكونة بأرواح شيطانية، متاهة پان خرجت عن المألوف في صناعة النشر التي تعتمد على كتابة العمل أولًا ونجاحه كتابيًا ومن ثم شراء حقوقه لإنتاج عمل سينمائي عنه، لكن هنا إنقلبت الصورة فالعمل قد تم إصداره سينمائيًا وكما خطف روح الجميع حين صدر، مرت السنوات وجاء “غييرمو” ليطلب من الكاتبة “كورنيليا فونكه” أن تحول العمل البصري السينمائي الشاعري إلي كلمات وقد نجحت في ذلك بل وأضافت بسحرها عشرة حكايات ليكتمل العمل بهم ويصبح صورة بديعة متكاملة.

بهذه الروح الثائرة تبدأ الشخصية الرئيسية “أوفيليا" حكاياتها وسط الحروب وقسوة البشر تهرب الى عالمها الخيالي الذي يصبح صورة واقعية تري ما لا يراه الأخرون حيث تزورها جنية تتبعها إلي متاهة حيث تقابل هناك الفاون الذي يخبرها بحقيقتها كأميرة في العالم السفلي لكن لكي تذهب لعالمها الحقيقي يجب عليها إتمام ثلاثة مهمات قبل إكتمال القمر وإلا سوف تظل في عالم البشر الفاني المليء بالقسوة.

عندما إنتهيت من الرواية والفيلم وجدت نفسي في حيرة وأسال هل كانت الأحداث حقيقية أم كانت في خيال "أوفيليا" فقط لتهرب منها من قسوة الواقع وفضلت أن أشذ عن طبيعتي المتشائمة وأكون من القلةً القليلة الذين يؤمنون بالسحر والتي تعرف كيف تنصت وتنظر.

" لطالما كان أولئك الذين يعرفون أين ينظرون وكيف ينصتون قلةً قليلة، إنها الحقيقة. ولكن أفضل القصصِ تكفيها قلةٌ قليلة."

رحلة ساحرية شاعرية بلمسة فانتازيا عميقة المشاعر ومليئة بروح الحب والتضحية.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق