"و طالما أن جميع القائمين على الشغل فى بلادنا يمدون الأيدى حتى و إن لم يخرجوها من جيوبهم فإن ما تسمونه القانون و الضمير و العدل مجرد كلام فى كلام يا بوى "
رواية "أولنا ولد" للكاتب خيري شلبي (الجزء الأول من ثلاثية الأمالي)
هي واحدة من الأعمال الأدبية المميزة التي تحمل روحًا عميقة وتركيبة متينة. يرسم خيري شلبي في هذه الرواية صورة واقعية ومعقدة للمجتمع المصري، حيث يناقش قضايا الهوية والعلاقات الإنسانية بطريقة مبتكرة وعميقة.
تتميز الرواية بمجموعة من الشخصيات الرئيسية المتنوعة والمعقدة، كلٌ منها يمثل طبقة اجتماعية مختلفة ويحمل خلفية نفسية معينة. يتناول الكاتب حياة "حسن" الصبي الذي يمثل رمزًا للبراءة والتجديد، ثم حسن الشاب الذي يتراوح بين الأمل واليأس، وتجربته مع المجتمع والحياة.
يبرز خيري شلبي بمهارة فائقة في توجيه القارئ خلال أحداث الرواية، حيث يجمع بين الوصف الدقيق والحوارات الشيقة لإيصال رسالته بفعالية. يستخدم الكاتب أساليب متنوعة لإثارة اهتمام القارئ وجعله مشدودًا لأحداث القصة، سواء بتقنيات الحوارات الحادة أو التشويق المتواصل.
كالعادة دائماً، لغة خيري شلبي تتميز بالبساطة والعمق في الوقت ذاته. يجمع بين التعبيرات الشعبية والمصطلحات الأدبية ببراعة، مما يخلق توازنًا جميلاً يجعل النص قريبًا من القارئ بينما يحافظ على قيمته الأدبية.
"أولنا ولد" تقدم حبكة متشابكة تنقل القارئ في رحلة ملحمية للبحث عن الذات والهوية ومعنى الحياة. تتخلل الرواية مفارقات مثيرة ومواقف درامية تعكس واقع المجتمع بكل تعقيداته وتناقضاته.