أنهيدو رواية عصرية جداً وفى نفس الوقت غارقة جداً فى القِدم وصولاً لآلهة وأساطير اليونان القديمة. تحديداً نحن نتكلم عن قصتين أسطوريتين أبطالها ( سيزيف ) و ( تانتالوس ). ما علاقتهما ببطل قصتنا ( سالم ) ؟
رواية يمكن تصنيفها بأنها فانتازيا اجتماعية / نفسية. الرواية تجسد مفهوم هام جداً هو أنك قد تستطيع خداع من حولك وتعيش دور الضحية الملعونة التى اختارها القدر من دون سائر البشر كى تنهال عليها المصائب من كل حدب وصوب.
فى الحقيقة مهما استطعت من التدليس والتزييف المستمر للحقيقة الواضحة كالشمس ، فإنك لن تستطيع خداع نفسك التى تُعريك طيلة الوقت والتى مهما حاولت أن تهرب من مواجهتها فهى لك بالمرصاد أينما كنت.
الرواية مكتوبة بعناية وعلى مهل وتم غزلها بجو الفانتازيا بشكل متقن يتفق مع طبيعة وشخصية البطل التى لا تختلف عن شخصيات ( سيزيف ) و ( تانتالوس ) بل ربما أسوأ منهم بمراحل عديدة.
الرواية تناقش فكرة جوهرية أزلية هى هل الإنسان مسير أم مخير ؟. الكاتب قدم تصورات للإجابة من خلال الدين والأساطير الوثنية وهل هناك اختلاف حقيقي فى فكرة التخيير والتسيير باختلاف المعتقدات ؟
نهاية الرواية تحمل التوائه ( بلوت تويست ) ممتازة جداً وغير متوقعة تميط اللثام عن حقيقة ما يحدث وتكشف لنا المعنى الحقيقي لكلمة أنهيدو والهدف من الرواية ككل.
فى الختام اعترف بنجاح الكاتب فى رهانه وانتزاع اعجابي بالرواية وهذا شىء يسعدني بكل تأكيد ولا أخجل من اعلانه.