رواية جميلة عن الخذلان ، الفقد ، الشعور بالذنب والاكتئاب. باختصار عن كل ما يعانيه الفرد بعد تعرضه لصدمة نفسية شديدة إما لفقدان حبيب أو قريب سواء بالموت أو بالإبتعاد. هذا هو ما يُعرف بنموذج كوبلر.

شهدان تعرضت منذ طفولتها للخذلان من أبيها وأمها عندما قررا الإنفصال وتركها مع جدها وجدتها ليتولوا تربيتها. بالطبع ماذا ننتظر من فتاة عانت كل هذه الصدمات النفسية ؟. الحقيقة أن جدها كان هو الطرف الذى استطاع احتوائها وتعويضها والتخفيف من معاناتها قدر الإمكان. طبعا هذا لم يمنع الندوب والجروح النفسية من إحداث الأثر المدمر على شخصيتها فيما بعد.

على خط موازى نجد هشام هو الأخر ضحية أمه التى سعت بكل قوة لعزله عن المجتمع خوفاً عليه باعتباره رجلها الذى تواجه به مصاعب الحياه بعد وفاة والده. طبعاً كل هذا خلق شخصية ضعيفة ومهتزة وغير قادرة على اتخاذ القرار.

يتقاطع خط شهدان مع هشام عندما يقرران الارتباط. تتصاعد الأحداث وتنكشف كل العقد النفسية التى يعانيها كل منهم ويحصل الصدام المتوقع.

الرواية تنتمي لنوعية الأدب النفسي مع حس فكاهي متميز على امتداد الأحداث أضاف الكثير من المتعة اثناء القراءة.

رواية كاشفة لما نحمله جميعاً من ندوب وجروح نفسية تسبب فيها من هم المفترض فيهم أن يكونوا مصدر الأمان والإحتواء وليس مصدر التهديد. كلنا نعاني بشكل أو بأخر وعلينا الاعتراف بالمشكلة أولاً حتى نستطيع ايجاد مخرج يُمكننا من التعايش مع الواقع بطريقة طبيعية قدر الإمكان بدون الشعور بالذنب أو أننا مدانون طيلة الوقت.

رواية أُرشحها لمحبي هذا النوع من الأدب.