تبدأ الأحداث من حيث انتهت مغامرة الكتاب العاشر - نوم العصاري - بمأساة عائلية تسببت فى انهيار حياة سهير الأسرية.

سهير ورانيا ابنتها هما بطلات الأحداث الغريبة والمريبة التى تحدث وتورطا فيها. جو من الغموض والإثارة يحيط بهم منذ البداية ولا تستطيع سهير أن تجد تفسير ما ورائي لما يحدث رغم خبرتها الطويلة فى هذا المجال.

الكاتبة لعبت على نقطة هامة جداً هى مدى تأثير الصدمات النفسية التى يتعرض لها الانسان - خاصة اذا تسببت فى فقدانك عزيز أو شريك حياة إما بالموت أو الطلاق مثلا - على جودة حياته فيما بعد. هذه الصدمات من الممكن جداً أن تجعلك تنأى بنفسك وتبتعد عن مواجهة أمور ومشاكل كنت لا تتردد فى مواجهتها بكل حسم فيما مضى. الصدمات تجعلك تتقوقع على نفسك وترفض أن تشارك فى أى أحداث أو تجارب أخرى مماثلة خوفاً من الانتهاء إلى نفس النتائج مرة أخرى.

هناك طبعاً الجرعة المعتادة من الكوميديا التى تخفف من حده الإثارة والتى تتناسب مع ما يحدث حولنا من أزمات اجتماعية واقتصادية معاصرة نعانى منها جميعاً.

الأحداث تسير بك طيلة الوقت غامضة ومريبة وتثير الشكوك ولا توجد أى اشارة تساعد فى فهم ما يحدث حولنا إلى أن نصل إلى الأمتار الأخيرة فتتكشف لنا الحقيقة ، لكن تصر الكاتبة ألا تتركك مرتاحاً وهانىء البال فتعود وتثير التساؤلات والشكوك حول ما اذا كانت الحقيقة غير ذلك رغم ما تحمله من تفسيرات لا نقبلها أو لا يريد عقلنا أن يتقبلها لأنها تتنافى مع المنطق الطبيعي للأمور.

فى النهاية نحن أمام كاتبة تفاجئنا بالجديد فى كل مرة وما زال فى جعبتها الكثير لم تقدمه بعد وهذا هو سر نجاح سلسلة لاشين بكل تأكيد.

فى انتظار الكتاب القادم بكل تأكيد.