رواية أولنا ولد

خيري شلبي من جديد بعد أن انقطعت عن قراءة أعماله من فترة - ليس لسبب ما إلا لانشغالي بقراءة عشرات الروايات الجديدة التي تصل إلى يداي تباعاً!

هذه الرواية هي الأولى في مجموعة "الأمالي" - وهي سلسلة جميلة استمعت لإحداها - غالباً الجزء الثاني - من عدة أعوام وكنت قد نويت قراءة المجموعة وها أنا ذا !

القصة عن بطلنا الذي يروي - يحكي - عن ظروفه وحياته بطريقة لطيفة جداً وبالكثير من التفاصيل وباسترسال واضح وكيف كانت طفولته في البلد وكيف سافر للقاهرة وكيف عاد، وظروفه المادية والمواقف التي تعرض لها! حكاية في حكاية وموضوع وراه موضوع فماتحسش انك بتزهق أبداً بل العكس بتستمتع بالحكايات اللي ما بتخلص :)

خيري شلبي بيكتب عامة بالعامية وبلغة الناس البسيطة وطريقته في الحكي جميلة وماتملش منها أبداً!

اقتباسات

"وهل رأيتم أنتم شيئًا؟ إنكم جيل الفقر والحروب وعسكر الاحتلال واحتلال العسكر، فمن أين تجيئكم المرجلة عدم المؤاخذة؟ من السمن الهولندى والقمح الأمريكى المدفوع فيه شرفكم؟ أم من الفراخ الفاسدة ولحوم الكلاب المفرومة التى يوردها عبد الحى وعبد الميت؟! أم من الماء العكر المختلط بماء المجارى والهواء المختلط بعادم المكن والمواقد؟! أم من ضرب المعسكر فيكم ومن تحكم النذل الخسيس فى الأصيل الجدع؟! عليه العوض ومنه العوض فيكم يا ولدى! فى هذه البلاد كل شيء كبير غلط لا أحد يدرى ما هو لكننى أقول أنه ندرة الرجال!"

"شيء ممتع أن يكون فى جيب الواحد محفظة والأمتع أن يكون فى المحفظة نقود، وكل الناس فى جيوبهم محافظ ولكن ما كل المحافظ فيها نقود، إنما النقود فى أكياس التجار، ومفروطة فى جيوب ملاك الأطيان، ومكومة فى خزائن تحت الأرض!"

"كنت ماشيًا فى شارع من شوارع المعادى المتشابهة لا اسم له بل له كالمساجين رقم معلق على صدره بفانلة زرقاء أيضًا"

"هم يضحك وهم يبكى .. واحد يقتل من أجل تذكرة قطار .. وواحد يرمى بنفس التذكرة نحن ندفع عمرنا ثمنًا لتذكرة كهذه قد لا توصلنا إلى أى جهة .. على الإنسان أن يمضى فى هذه الحياة بغير تذكرة!. لا فى القطار ولا فى الهباب!. حين يزنقك الحق ادفع وتخلص من الزنقة والسلام!."

"زهزهت لى الحياة يا بوى، حتى صرت قادرًا على تحقيق كل مطلوب ومرغوب. إلى أن تغلب الوعد والمكتوب، وآن الآوان ليظهر الصحيح من المعطوب، والغالب من المغلوب، والأصيل من المقلوب. ولكن ربك ـ فى النهاية ـ رب قلوب."

قرأتها على "أبجد"

#فريديات