الاسم: كم مرّة سنبيع القمر؟

الكاتب: أسامة علّام.

دار النشر: الشروق.

عدد الصفحات: 158.

عندما لفت الاسم انتباهي وشغفي وعرفتُ أنّ الكتاب عبارة عن حكايات متفرقة لم أتحمّس كثيرًا في الحقيقة..

كانت لي تجارب عديدة سيئة مع أعمال ذات أسماءٍ برّاقة ومحتويات ضعيفة ومملة..

لكن..

عندما بدأتُ الكتاب.. شعرتُ بكثير من الشجن.. شيء يبعث على الشجىٰ في كل حرفٍ، ومن أول حرف!

بعدما قرأتُ عدة صفحاتٍ قررتُ أن أقرأ حكايةً في كل مرة أشعر فيها بالوحدة..

العجيب أنني أنهيتُ الكتاب في ثلاثة أيام!

لم أشعر بأنّه عملٌ أدبي بقدر ما شعرتُ بأنّ عمًّا وحيدًا وغريبًا يجلسُ ويقصّ علينا قصصهُ..

يحكي ما لاقاه في الغربة.. ننبهرُ نحن بكمّ المواقف الغريبة والعجيبة.. وحده هو يذكرُ ألمه وحزنه في هذه المواقف..

أراهن أن هذه الحكايات تحدث للكثير.. ربما يمرّ جميعنا بقصص أغرب منها..

لكن.. يستطيع الكاتب _بشيء من الروعة_ تحويل كل موقف عابرٍ صغير إلى حكاية رائعة تستحق أن تُقرأ..

لأول مرة أنهي عملًا ولا أعرف كيف أقيّم لغته..

دائمًا ما أبحث عن الكمال اللغوي ومطابقة الكلام لمقتضى الحال ومناسبة اللغة من حيث قوتها وضعفها مع نوع العمل الأدبي..

لكن هذه المرة تجرّدت من كل ما قد أحكم به على عملٍ في العادة.. وجلستُ أقرأ وأستمتع.. لأول مرة منذ مدة طويلة أقرأ لأستمتع.. وحسب!

تجربة متهورة مني قليلًا إذ أنني وبعد طول انقطاع عن القراءة أعود لأقرأ كتابًا غريبًا لكاتبٍ غريبٍ لا أعرفهُ يتحدّث عن حزنه ووحدته!

رغم ذلك.. لا أندم على هذه التجربة..

على العكس.. أنوي الاستزادة من بقية أعمال الكاتب..

ربما سأدخرها لليالي الحزينة والوحيدة جدًا.