"لا مهرب من الماضي ولا نفع في محاولة تجاهله أو عدم إدراكه!"

حينما نتخذ قرار بشأن حياتنا لا نلتفت إلى تأثيره على غيرنا، ولعل السبب الذي يُغيب عن عقولنا حساب تأثير هذا القرار على المحيطين بنا هو ظننا أننا نعيش بمفردنا، ولا نفيق من هذا الوهم إلا بعد أن تسوء الأمور، ونجد نتيجة هذا التغافل، فلا ندري انواجه بشجاعة أم نهرب باتخاذ قرارات أخرى ولكن هذه المرة مع مراجعة الأخرين، ولكن مع أن هذه القرارات تحاول إصلاح الماضي، ولكن بدون مواجهته بشجاعة يجعلنا لا نخرج من دائرة الماضي، وحينها نكون أرضينا الآخرين وخسرنا أنفسنا..

تتناول الرواية جُرعة كبيرة من الحب للوطن وحب الطفولة، وحب الآخر رغم اختلاف الدين والهوية التي تجعل هذا الحب مُحرمًا في نظر المجتمع والوطن، فبطل رورايتنا وقع هائما في حب يهودية كما حدث مع صديقنا محمود درويش ومحبوبته ريتا، ولكن محبوبتنا هذا المرة كانت فيروزة التي تقييم في أرض الفيروز -سيناء- وهذه الفتاة ترينا الجانب الآخر لما يعانيه اليهود من اختلاط هويتهم بالصها*ينة، ومدى تأثيرها عليهم، بل وتنقل جانب أجده هامًا لكي يعيش المرء بحالة اتزان وهو انتمائه لوطن ودين، وكي لا يتبادر إلى أحد اشارتي للوطن بقطعة أرض -دولة- ينتمي لها، فكم من لديهم وطن يشعرون بالغربة، ولكن الوطن هنا هو الأهل والأحب، فمشكلة فيروزة الأساسية هي بحثها عن وطن، ولم تجد سوى فارس لتلقي عليهم حنينها لهذا الوطن رغم المشاكل التي كانت ظاهرة في البداية والتي ما كانت لتحدث لو فكروا بمنطق بعيدًا عن تهور الشباب وحاجة في نفس ما منهما، ولما تأثر الآخرين بما فعلوه في لحظة تغافل أنهم لا يعيشون وحدهم بل هناك آخرين وحروب، فحرف "الراء" سكن لطالما كان يسكن حبهما!

لنختم برأيي الشخصي عن الرواية حقيقة الأمر هذه الجرعة الكبيرة من الحب لم تروق لي، ولا أدري أأرجع هذا الأمر إلى كون دراستي للهندسة يجعل التفكير في مثل هذا الحب الافلاطوني معادلة خاسرة لا يمكن أن تحدث في الواقع، أم أن ابتعادي عن قراءة هذا النوع ولد عدم أولفه أثناء قراءته، ولا أدري أجرعة الحب في الرواية لم تكن كافية مما دفعها لإرفاق بعض رسائل الحب من تأليف عمر جوبا والتي بها أضاعف كلام الحب الموجود في الرواية، فلم أجد موطن يأويني من الحب هنا :)

اقتباسات:

❞ الحب يا بُنيتي أجمل وأبرئ من أن يصمد وسط واقع الحروب، فاحفظي حبكِ ببراءته بعيدًا عن الحروب، ولا تدَعيها تدنِّسه. ‏ ❝

‏❞ فانتهاء الحرب أحيانًا لا يعني السلام!.‏ ❝

التقييم: ٣.٥/٥

#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

#دار_الرسم_بالكلمات

#ريفيو_٦