"إن الإنسان به العديد من العيوب، ولكن عيبه القاتل أن هو حصر حياته في وهم الاستحقاق!"

يا ترى متى يُلحد المرء، بل ولماذا يصل إلى هذه المرحلة من عدم الرغبة في الإيمان بوجود قوة عظمى تحكم الكون؟

في رأيي أن المرء لا يصل إلى هذه المرحلة إلا لأنه يُريد أن تسير حياته وقف ما يُريد، وبالطبع هذه الحياة التي يريدها لا يتخللها شقاء ولا تعب، وهنا تكمن المشكلة فحينما يحدث خلاف ما يريد بالرغم من أنه اتبع تعاليم الدين الذي يسلكه أيضا كان، ولكن لم يحصل على ما وعد به، تبدأ تساؤلات من نوعية "هل الله موجود؟" "لماذا رغم لا يخرجني من السوء الذي أنا فيه رغم الدعاء أو نتيجة تعبي أو مجهودي؟" وهذا النوع من التساؤلات أصلها هو تعامل الشخص من الله سبحانه وتعالي وفق معادلة رياضية أفعل كذا والله يعطيني كذا، وأذا لم يحدث هذا نتخلص من هذا الدين ونحصل على الحرية، وهو في رأي فعل طفولي فماذا يكسب الملحد حينما يقول لم أعد أومن بوجود إله هل حياته تتغير أو يصبح شخصيه جديدة وينصلح الأمر الذي جعله يترك الانتساب إلى الدين؟!

تتناول الرواية موضوع الإلحاد وترد على التساؤلات التي تخطر في بال هؤلاء الذين يصيبهم اليائس أو النقم على حاله بالرغم من كونهم ملتزمين دينيًا، وتناقش أيضا نظرية داروين مرفقة الإشاره إلى بعض الكتب التي ردت على الملاحده وأقرت بوجود إله.

بالرغم أن موضوع الرواية جيد وكذلك إرفاق المصادر التي جاء بها الكاتب، إلا أن جعل محتوى الرواية عبارة عن اسئلة يجيب عنها شخص بشكل مباشر جدا نقلا عن أخرين جعلني أشعر بالملل وأعتقد هذا الشعور سيتسرب لأي شخص قرأت في الإلحاد ولديه قدر من العلم الشرعي فتوقع إجابات الاسئلة كان بديهي جدا، ولكن الإنصاف فالمحتوى المطروح يمكن أن يكون جيد لمن يقرأ عن الأمر لأول مرة.

أحداث الرواية كانت تسير بشكل جيد ولكن النهاية كانت متسارعة، ولم تعطي وقت لعلاج معاناة الابطال في النهاية، فمثلا يوسف معاناته انتهت بشكل يسير دون عناء منه، بل حتى لم يعاني مثل سعدية وابنها الذين أخذوا بنظرة المجتمع الظالمة التي لا تغفر الأفعال ولا تتثبت مما تنشر على الغير.

 التقييم: ٢.٥/٥

#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

#دار_الرسم_بالكلمات

#ريفيو_٥