لا شيء يُحيل الإنسان إلي التغيير ويدفعة إلي هاوية الشتات الفكري أكثر من اختبارات القدر التي نقف أمامها عاجزين في الكثير من الوقت ولا نملك حيالها أي شيء إلا الدعاء بما نريد والصبر علي عدم وجودة.

الأمر في هذه الأوقات يُحال إلي عقلية المُبتلي بالمُصيبة، بإرادتة ومدي تحملة لوقعها وتأثيرها، كل ذلك سيكون له مدلول لطريقه تعامله مع الحدث الذي أُصيب به هو أو حتي طال أقرب الأقربين إليه.

حلا طفلة، مُصابة بمرض لعين في مرحلة خطيرة، لذا تمكث في المستشفى تحت برنامج رعاية دقيق أملاً في تعافيها أو استقرار حالتها ولو بنسبة جيدة.

المرض ملعون، قاس، لا يُراعي الأشخاص بهيئاتهم ولا ببراءتهم، يفتك بمُستقبله ويتوغل في جسده كلما وجد ذلك مُمكناً، وكأنها معركة داخلية عنيفة لا نري منها شيئاً غير تأوة المريض أو ما يظهر علي مُحياه من ألم وشعور بالتعب والإنهاك جرّاء الأدوية وتبعاتها أو معاناة من المرض نفسه.

ماتت حلا فانقلب الكون بوالدتها وبدأت الولوج من بوابة نزاع القدر عبر سيل الأسئلة التي لا تنتهي! لماذا ابنتي؟

أين ذهبت دعواتي لها بالشفاء؟ لماذا يؤلمنا الله بهذا القدر المُفجع إن كان يمتلك الرحمة الواسعة؟، تتسلسل الأسئلة في طريق لا نهائي إلي أن تصل في رأسها إلي التشكيك في الله نفسه، في ذاته ووجودة، ومن هنا تتغير حياتها.

في زاوية مختلفة ظهر يوسف شاباً ملتزماً متفوقاً يهدي الحائرين من الشباب بإجاباتهم علي مثل ما أُلقي علي عقولهم من أسئلة كالتي تناولتها ريم والدة حلا.

له برنامج تلفزيوني ووضع خاص بين أساتذتة بحكم أنه أحد الطلاب المتفوقين في عهد دراستة للإعلام ثم إلي الدراسات الإسلامية.

لم يكن القدر بشكل كبير في صف ريم، لم يرحمها، هكذا ظنت ورأت، لكن قصة سعدية كانت مختلفة بظاهر أحداثها فقد عانت الكثير من الظلم وصبرت إلي أن استجاب الله دعاءها وخلصها ممن ظلمها وتجبر عليها بطريقة لم تكن تتخيلها في أفضل أحلامها، ليضعنا الكاتب بشكل كبير بين تفاوتات القدر وشكل الاختبارات التي نقع فيها حتي ولو بشكل مختلف.

فكرة الرواية رائعة لكن شخصية شريف لم تُثقل بشكل جيد الأسئلة التي كان يجيب الطلاب عنها بمنتهى السهولة تُعيي أعتي المفكرين والعلماء وتأخذ من أعمارهم سنوات حتي يستقروا علي ماهية الأشياء ويقع في يقينهم معرفتها بالحق ثم التحدث عنها.

لم تعجبني أريحيته في الكلام قطعي الحديث الذي صدر منه، وإن كان الكلام العلمي له أساس سليم فيما ذكرة الكاتب من مراجع بنهاية العمل، لكن العرض القائم علي فكرة السؤال والجواب المُباشر يقضي علي متعة الفلسفة التي هي جوهر القصة والحكاية بالأساس!.

كانت الرواية ستأخذ بُعداً آخر إن كان التركيز فيها علي دوران الفلسفة مع الأسئلة من خلال قصص الأبطال قبل إعطاء الإجابات بشكل مُباشر، عادي، يتكرر فيه الكلام كما يحدث في واقعنا دون أن يُضيف أي تأثير علي مُتلقيه.

اقتباسات:-

❞ إن حياتنا هي عبارة عن أكذوبة، ولقد اكتفيت منها.‏ ❝

❞ لا شيء يمكن أن تفعله يغير قدر الله.‏ ❝

⭐⭐.

#مسابقة_قراءات_قبل_المطبعة

#دار_الرسم_بالكلمات