كم مرة سنبيع القمر ؟!
يعود إلينا من جديد الرائع أسامة علام، البيطري والروائى ليطرح علينا أقاصيصه وأسئلته التي طالما حيرته كرجل وحيد في ٢٠٨ صفحة حوت العديد والعديد من الحكايات والأشخاص والمشاعر.
الوحدة كما أنها قد تميت الشخص إلا أنها قد تحفز خياله ليحيي معه كل ما هو جماد ليصبح حي ليتصادق معه.
القصص وإن كانت شديدة القصر عدا القصة الأخيرة كانت الأطول فيما بينها والمُعنونة ب ( بريجيت وعصافير حرة ) إلا أن جميعها اتفقت على أن تكون عظيمة التأثير في النفس.
كلنا وإن كنا محاطون بأحبة وأصدقاء إلا أننا أحيانًا نشعر بالوحدة، يجوز ذلك الشعور تضاعف معه لبقاءه بعيدًا عن دفء شمس مصرنا، وبعيدًا عن أحضان أحبته ولهاثه من جراء ساعات العمل الجاد في العيادة، لكن كان هناك حيوانات العملاء التي لم يستنكف من احتضانها ليشعر بالدفء، ولا من جيرته وأصدقاؤه الذين اكتسبهم بفعل السنين من كل الجنسيات كان يجد نشوته وشجنه في حكاياتهم التي تعاطف معها، بل عاشها معهم وكأنه طرفًا أصيل بها.
في كل مرة أقرأ لأسامة علام أشعر بأنه على قدر عظيم من الطيبة والإنسانية بدون رياء؛ فمهنته الإنسانية وبراعة التعامل مع حيوانات لا تنطق بما يؤلمها وتصفه كما نبرع نحن، جعلته ماهرًا في وصف ما لا نستطيع البوح به.
في كل مرة أقرر أن أقرأ له تنتابني نفس المشاعر المختلطة بين شجن مُحبب وبسمة رمادية ترتسم على شفاهي بينما تنحدر دمعتين من مقلتيّ.
ولنعاود السؤال من جديد، كم مرة سنبيع القمر أو لن نبيعه قط؟!