رواية اجتماعية مُغلفة بلمسة من الخيال العلمي الذى قد يكون حقيقى بشكل أو بأخر وقد نشهد حدوثه قريباً أو لعله يحدث لكن فى طي الكتمان حتى الأن.
رواية تدور فى المستقبل القريب مع العودة لأحداث فى الماضي بطريقة الفلاش باك بشكل انسيابي لا يسبب الارتباك.
رواية الفكرة فيها هى البطل الرئيسي. ماذا يفعل الفقر فى الإنسان والمجتمعات بصفة عامة ؟ وإلى أى مدى يمكن أن يخضع انسان ويرضخ ويقبل بأمور قد يكون ثمنها حياته نفسها فى مقابل بضع سنوات يعيشها فى شىء من الترف ؟
الرواية تناقش فكرة الفقر من عدة أوجه. أطفال الشوارع مجهولى النسب وما يتعرضون له من انتهاكات بشعة ، إمراة مات زوجها وتركها مع ابنتها يواجهون مصير مجهول بعد استيلاء أهل زوجها على ميراثها والقائها فى الشارع هى وابنتها ، أُسر وعائلات فقيرة تخضع لتجارب غير مشروعة فى مقابل بعض المال الذى يكفُل لهم شىء من العيش الكريم.
كل هذه الحالات تتشابك مع بعضها فى خط درامي واحد - مُغلف بشىء من الخيال العلمي - نسجته الكاتبة بأسلوب رشيق وبأحداث لاهثة طوال الوقت ، من خلال نسرين التى تواجه مصير مجهول بعد استيقاظها لتجد نفسها فى مواجهة عنيفة ، لا تتذكر ما حدث لها وأدى إلى وقوعها فى هذا المأزق ، وتدريجيا تتطور الأحداث وتتابع وتعود لها ذاكرة الأيام الماضية شيئاً فشيئاً إلى أن تتضح الحقيقة المفزعة والصادمة.
النهاية جاءت قاسية ومروعة على جميع الشخصيات وهى النهاية المنطقية لكل ما حدث ، وأى محاولة لتجميل الصورة أو إعطاء نوع من الأمل الزائف كانت لتشوه الرواية ككل.
هى رواية جذابة يُفضل أن تنهيها فى جلسة واحدة نظراً لتلاحق أحداثها بشكل سريع جداً ، وأعتقد أنها بداية مُبشرة لكاتبة شابة تحاول حجز مكان لها على الساحة الأدبية.
لننتظر ونرى ما ستقدمه لنا مستقبلاً من أعمال أدبية أتمنى أن تكون على نفس المستوى أو أفضل.
---------------
ملاحظات عامة:
- الحوار والسرد بالفصحى.
- شخصياً كنت أتمنى أن تكون الفترة الزمنية المستقبلية التى تدور فيها أحداث الرواية ، أبعد من عام ٢٠٢٥ حتى يتناسب بشكل أفضل مع لمسة الخيال العلمي التى قدمتها الكاتبة.
- كما ذكرت الرواية قائمة على الفكرة وليس على الشخصيات. شخصيات الرواية وجدت فقط لتخدم الفكرة ولن تتعلق بأى منها طوال الأحداث ولن تتفاعل معهم بشكل كبير.
- حسناً فعلت الكاتبة بتقديم أول رواية لها بحجم متوسط ولم تسعى إلى المط والتطويل فالفكرة والأحداث السريعة لا تتحمل هذا.