ناعومي، وأخواتها | هشام الخشن.

دار النشر: الدار المصرية اللبنانية.

عدد الصفحات: ٢٠٦ صفحة.

التقييم: ٥/٣ نجوم.

❞ اكتشفت ألَّا سيطرة لي على الضجيج بدماغي. ❝

عَزيزي قارئ المُراجعة،

اضطراب الهوّية التفارقي..

هو مرضٌ نادر في عِلم النفس، وإن لم يعترف بهِ الجميع على حدٍ سواء..

وبرغمِ ندرتِه إلا أنّه طرق باب بطلة العَمل، وأناديها بطلة العَمل لأنني لا زلت لا أعلم بأي اسم أدعوها مِن شخصياتُها الخمسة..

"نعيمة، نعمت، ناعومي، نوني، وشخصية الصوت الأجش،

مَن هي، فيهم؟"

هي جميعهُم، ولكن لم تستطع جمعِهم في شخصيةٍ واحدة، فتفرقُّوا..

هذا هو مَا يفعلُه المجتمع بالإنسان.. يجعله يتصارع داخليًا، فيتشتت..

جميعُنا مشتتون، ولكننا نُخفي ذلكَ بمهارة كبيرة.

العَمل لم يتحدّث فقط عنِ المرضِ النفسي، إلا أنّه تحدث عن عِدة قضايا مجتمعية هامّة.

صحيح أن الضوء كان مُركزًا على الجوانب النفسية أكثر، ولكنّي شعرتُ أنه شَتت نفسه بكل هاتهِ المواضيع، والتي حاول معالجتها بشكلٍ روائي..

الرواية تَتحدثُ عنِ المرأة، كل شيءٍ عنَها تقريبًا، حتى أن القضايا التي احتواها العَمل تتعلقُ بِها، مِثل قضية الخِتان، والاعتداءات الجسدية، والجِنـ/ـسية.. وكل الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة في المجتمع الذي نَعيش بهِ حاليًا، والذي تُسيطر عليهِ الذكوريّة.

لا أُنكر أنه استطاع التعبير بشكلٍ جيد للغاية عن المرأة، عن مشاعرِها، وتقلُباتِها، عن خوفِها، ومبرراتِها.. قليلًا ما أجدُ كُتّاب يبرعون في التحدُث عن المرأة.

ولكن.. كان هناك نقصٌ في التفاصيل، وكثرةٌ في المواضيع، لم يستطع الكَاتب الموازنة، وهذا هو عيبُه للأسف، رغم إعجابي بِه.

وأيضًا هناكَ النهاية، والتي جاءت سريعة جدًا، وأنهت العمل سريعًا، والذي في رأيي كان يُمكن أن يطول أكثر، ويمحي الفجوات التي احتواها..

غلب على العَمل السَرد، وقلة الحوار، ولهذا جاءت لغته فصحى، مع احتوائها أحيانًا على كلماتٍ بالعامية، والتي لن تشعر بأنّها دخيلة.. هكذا كان متمكنًا من لغته.

ولكنّ سردِه أثناء انتقالِه بين المَاضي، والحاضر شتتني، حيثُ ظل يَتنقل بين أسلوب الراوي العليم، للأنا عند نعمت، والطبيب، رغم أنني قادرة على التَمييز من المُتكلم، إلا أنّ التنقل لم يكُن جيدًا، وشتتني كثيرًا.

نِهايةً.. هو عَمل يتحدث عن صراعات النفس البشريّة، مع نفسها، ومع الآخرين، وعن كل الأفكار، والمشاعر التي نحاول وأدِها بداخلنا..

حقيقةً.. كقارئة تحب أعمال الكاتب، جاءَ هذا العمل مُحبطًا جدًا لي، وكنت أنتظرُ أكثر مِن الكاتب.

#ترشيحات_سلحفاة_قراءة 🐢📚