أيّام الجنّة > مراجعات رواية أيّام الجنّة > مراجعة Hesham Wahdan

أيّام الجنّة - أحمد عبد المـجيد
تحميل الكتاب

أيّام الجنّة

تأليف (تأليف) 4.3
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

التقييم/ ⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐

تقديم:

- تجربة ثالثة أخوضها مع الكاتب بعد أخرتين ناجحتين جداً هما رواية التابع ورواية خطايا صغيرة. كل رواية لها مذاق خاص بها ولا تشبه الأخرى.

- لا أذكر أن هناك رواية تركت فىّ أثر كبير مثل ما حدث مع أيام الجنة. ليس فقط تأثُر بل هزة قوية فى صميم أعماقي. الكاتب تحدث بما مررت به شخصياً بكل دقة وكأنه كان يعيش معي لحظة بلحظة. أستطيع أن أؤكد وبدون مبالغة أن أكثر من ٩٠ فى المئة من أحداث الرواية عشته بكل تفاصيله. تخيل أن تقرأ شريط حياتك على لسان شخص أخر لا تعرفه لكنه يعرف كل شىء عنك بكل هذه الدقة. هذا يرجع طبعاً إلى أن الكاتب من نفس جيلي وبالتأكيد مر بما مررت به وسائر أبناء جيلنا.

- هذه الرواية لك عزيزى الأربعيني وعزيزتى الأربعينية. احرصوا على اقتنائها وقرائتها وعلى الاستمتاع بكل تفصيله وردت بها. هى رواية جيل فعلاً.

----------------------------------

أيام الجنة هى حالة خاصة جداً - كما تقول الفنانة أنغام - تمس جيل أواخر السبعينات وجيل الثمانينات والذى أطلق عليه الكاتب مصطلح ( الجيل الرمادى ). رواية لن يتذوقها إلا أبناء هذا الجيل.

حالة نوستالچيا ليست كغيرها مما قرأته عن هذه الفترة من حياة جيلي. تفاصيل غاية فى الدقة كأنك تشاهد شريط حياتك منذ ولادتك وحتى اللحظة التى تعيشها الآن.

( حمادة ) بطل الرواية يحكى لنا حكاية جيل أصابته تشوهات نفسية عديدة تركت ندوب وأثار لا يمكن محوها. جيل مر بفترات متأرجحة ومتباينة داخلياً بداية من اغت،يال السادات وتولى مبارك الحكم ونهاية بثورة يناير ٢٠١١. وخارجياً مما حدث فى منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي على مدار نفس الفترة.

طفولة سعيدة إلى حد كبير مليئة بالحب والإهتمام تتحول مع مرور الوقت إلى حالة من الشعور بالخذلان وفقدان الأمن العاطفى واللامبالاة والقاء اللوم عليك بشكل دائم واتهامك المستمر بالتقصير ممن حولك.

أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية طحنت وشوهت هذا الجيل وضربته فى مقتل على مدار ثلاثين عاماً تقريباً. جيل فشل فى تحقيق أى انجاز يفخر به يوماً ما. جيل وجد نفسه فى وضع رمادى ، لا يعرف ما هى هويته ولا إلى ماذا ومن ينتمى. أهل ومجتمع ونظام خذلوه وأفقدوه ثقته بنفسه. جيل أصبح يعانى تشوهات نفسية عديدة قضت على البقية الباقية من طموحاته وأحلامه.

( حماده ) هو أنا وأنت وأنتي من أبناء هذا الجيل الذى وجد نفسه كالذى رقص على السلم والذى تحمل تركة ثقيلة جداً من التغيرات السياسية والفتن الطائفية والحروب الأهلية والفساد وانهيار المبادىء والقيم التى تربى عليها. جيل ذاق طعم الجنة فى فترة طفولته ثم طُرد منها شر طرده بعد أن كبر وبدأ يعى ويفهم ما يدور حوله ويا ليته لم يفهم.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق