هل تؤمن بالماسونية أو بروتوكولات حكماء صهيون. هل قرأت أميات نجيب سرور و فكرت فى كتابة أمياتك أنت أيضا. هل لديك ميول يسارية أو حساسية شديدة ضد الشركات المتعددة الجنسيات. أعتقد أن أغلبنا أعتقد ذلك يوما ما أو ما يزال. لم تبهرنى الرواية رغم تميزها و اختلافها عن أى منتج ثقافى اخر قد تقرأه الا أننى لا أعلم لحسن حظى أو لسوءه قرأت رواية أخرى لنفس الكاتب كتبها بعد ذلك بحولى خمسة عشر عاما و هى شرف. فى الفصل الثانى من رواية شرف يتحدث الدكتور رمزى عن الشركات المتعددة الجنسيات التى تحكم العالم فى عدد كبير من الصفحات ربما يقارب صفحات هذه الرواية بالكامل و لكن مركزا حديثه عن شركات الأدوية و احتكاراتها و ارتباطها بتجارة السلاح و صناعة الحروب الإقليمية.

ربما كانت اللجنة هى البذرة الأولى لأفكار نضجت بعد ذلك فى رواية شرف.

فى معرض هذه الرواية يقول صنع الله ابراهيم على لسان البطل ان كل كاتب تظهر مكنونات نفسه فى رواياته من حيث لا يدرى. لا أعلم لماذا ثار فى نفسى تركيز الكاتب على الشذوذ فى روايتين من ثلاثة قرأتهم له. من أكثر ما أعجبنى فى القصة تعريضه لعلاقة الحكومة بالراقصات اكثر من مرة لدرجة ربطه بين اصدار الورقة فئة مائتان من الجنيهات صغيرة الحجم لشكوى الراقصة من صعوبة وضع النقطة فئة عشرة جنيهات كبيرة الحجم فى حمالة صدرها اثناء الرقص.

البطل يمثل الطموح المطلق منزوع المبادىء صاحب الحد الأقصى من الإستعداد للتنازل المسلح بالمعرفة و المنفتح على الآخر. هذا هو ما رأيته أما اللجنة فقيل أنها تمثل جهة سيادية داخلية و ان كنت استبعد ذلك لاختلاف لغة اللجنة و اتصور انه قصد بها لجنة وهمية لإدارة الطموحين فى العالم و توحيدهم تحت راية وحدة العالم كما تدعى الرأسمالية. من ابرز التفسيرات لهذه اللجنة هو أنها الحياة.

استسلم البطل فى النهاية لقرار لم تصدره اللجنة بأن يأكل نفسه كما تأكل الشعوب العربية نفسها الأن عقابا على تحدى السلطة و طموحها الى شىء من الكرامة.