رواية قد تستشعر أنها موجهة للأطفال ولكنها صدقوني مناسبة للكبار أيضاً!
الغريب أن أغلب المغامرات الواردة في هذا الكتاب حدثت بالفعل، ليست لشخص واحد بالطبع ولكن الكاتب "مارك توين" جمعها ووضعها في إطار شخصية "توم سوير" ذلك الفتي المتمرد الذي يبحث عن المشاكل والذي لا يستمع لما تمليه عليه خالته "بولي".
القصص والمغامرات خفيفة الظل وتجعلك تضحك أحياناً وتتعجب أحياناً لما تشعر من بعضها بأنها وقعت لك وأنت صغير أو وقعت لأحد من أصدقائك أو معارفك!
لغة الرواية - أقصد طبعاً الترجمة - سهلة وبسيطة وتنقل هذا الجو الطفولي لما يفعله "توم" لخالته وأصدقائه ولبلدته من أفاعيل :)
الرواية كتبت سنة ١٨٧٦ - وكاتبها أمريكي - فتجده يستخدم كلمات مثل "طفل أسود" أو "فتيان سود وبيض" أو "فتىً من أصول ألمانية" أو "زنجي" وهو ما يعكس العنصرية الواضحة في تلك الفترة الزمنية!
كان ما يزال هناك هيبة للدين والأخلاق كتجمع الناس في الكنيسة وحضور الآحاد - وتدل هذه الجملة على ذلك:
"وصفوف من الفتيات والشابات، اللاتي ارتدين الكتان والموسلين وكان يبدو عليهن الخجل بسبب أذرعهن المكشوفة"
الرواية في نظري رائعة ومضحكة جداً
اقتباسات
"خلال دقيقتين أو أقل، كان قد نسي كل شيء عن مشاكله، ليس لأن مشاكله كانت أيسر من أن يحمل همها، ولكن لأن أمرًا جديدًا قد أثار اهتمامه وأنساه همومه في تلك اللحظة"
"وبينما عكفت الباخرة المرحومة «ميزوري الكبير» على العمل تحت أشعة الشمس وهي تتصبب عرقًا، أوى الفنان المتقاعد إلى الظل وقد تدلت قدماه من فوق برميل قريب، وجلس يمضغ تفاحته وهو يخطط كيف يوقع بالمزيد من الأبرياء"
"حقق جيش توم نصرًا عظيمًا، بعد معركة باسلة دامت طويلًا، حصروا الضحايا، وتبادلوا الأسرى، واتفق الطرفان على شروط المعركة القادمة وحددوا يوم المعركة المحتوم وفقًا للقواعد المعمول بها لدى الجيشين، وتقهقرت القوات، وعاد توم إلى منزله بمفرده"
"عندما ذهب توم إلى المدرسة بعد الإفطار، كان موضع حسد جميع الفتيان الذين التقاهم لأن الفراغ الذي تركته سنته في فكه العلوي مكنته من البصق بطريقة جديدة مثيرة للإعجاب"
"عمَّ السكون كل شيء على نحو كئيب، ورويدًا رويدًا وسط هذا السكون بدأت أصوات خافتة تنبعث، وتتضح بصعوبة؛ أمست حركات عقرب الساعة مسموعة، وبدأت أخشاب قديمة تطقطق على نحو غامض، وأحدثت السلالم صريرًا خافتًا، إذ من الواضح أن الأرواح كانت تحوم في كل اتجاه"
استمعت للرواية على ستوريتيل - ولكنني وجدتها تقريباً بربع حجم الرواية على "أبجد" فقررت قراءتها بعد ما استمعت إليها على ستوريتيل!
#فريديات