عندما يعزف الشيطان > مراجعات رواية عندما يعزف الشيطان > مراجعة Radwa Mo'men

عندما يعزف الشيطان - يحيى عزام
تحميل الكتاب

عندما يعزف الشيطان

تأليف (تأليف) 4.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

مراجعة رواية: عندما يعزف الشيطان

للكاتب: يحيى عزام

دار نشر: ن للنشر والتوزيع

عدد الصفحات: ٢٣٦

الرواية التي- من وجهة نظري- إنقسمت إلى جزئين كل منهما لكاتب مختلف ذو قلم يختلف عن الأخر، وفي وصف أخر؛ الرواية التي لها رائحة البُن!

القصة بدون حرق: في عام ٢٠٣٢ العالِم المصري الناجح - ملاك - يستطيع إكتشاف طُفيل يُمكن إستخدامه لعلاج أمراض خطيرة مثل السرطان، ولكن ك المتوقع يتم قتل العالِم وتشويه جُثته. ومن ثم يتحول ذلك الطُفيل إلى وباء يقضي على ملايين البشر وإستخدامه ك سلاح قوي. وتبدأ القصة مع شقيقه البطل الرئيسي والذي كان على غير العادة - مجهول الاسم -، الطبيب الذي تخرج بعد أربعة عشر عام من الجامعة، يتسلم الراية مِن ملاك مع أيضاً مهمة جديدة وهي البحث عن قاتل شقيقه.

عن المقدمة: مُميزة، بضع سطور وقصة قصيرة كانت من أفضل ما تم كتابته في الرواية بأكملها.

عن لغة الرواية والسرد والحوار:

اللغة عربية فُصحى، جيدة جداً وبسيطة، لا يوجد ركاكة ولكنها بسيطة سلسة يفهمها الجميع ولا يوجد بها - استعراض عضلات - كما يقولون.

وهذا ما أُفضل صراحة

أما السرد، ف في لحظات أثناء قرائتي كان أسلوب يحيى الساخر يقتحم عقلي مع كلماته المكتوبة، الكوميديا او السخرية السوداء التي يبرع بها، بصمته واضحة بشدة تحديداً في التشبيهات.

وعن الحوار، ف لدي بعض الملاحظات هُنا مع السرد

قبل أن أدخل في تفاصيل عن انقسام الرواية إلى جُزئين - من وجهة نظري -

كان هُناك بعض من عدم التوازن بين الحوار والسرد، ف هُناك صفحات تمتلئ بـسرد ممتاز، وأخريات بحوار فقط - مع عدم تضارب جودة الحوار مع كثافته -

وملاحظة أخرى، في بعض الأحيان ممكن أن يتوه القارئ ولا يستطيع تحديد المُتحدث، إذا كان حوار أو سرد، ولكن هي مشكلة بسيطة يُمكن تدارُكها حين بَعد.

عن الشخصيات: لم تكن بشخصيات مختلفة التكوين، فيها بعض من النمط المعتاد ولكنه ليس بعلامة من علامات الكتابة السطحية، ف هُناك من يكتُب هذا النوع من الشخصيات ولكن لا يستطيع أيضاً أن يؤثر بها أو يجعل فها أي إختلاف، على عكس شخصيات هذه الرواية

ف أرى هُنا شخصيات مُحكمة كل واحدة غير الأخرى في الصفات وطريقة الحديث والوصف الجسدي، ولا أعلم كيف لكنني مع شخصيات مُحددة شعرت أن لها أصوات خاصة بها! وفي المُجمل هي شخصيات مُناسبة تماماً للقصة.

عن البطل:

البطل الذي ليس لَه أسم!

الكثير والكثير من احتساء القهوة التي جعل للرواية رائحة البُن من كثرته.

التحول الذي حدث له مُتناسق تماماً مع تطور الأحداث، ف في البداية هو ذلك الشخص الكسول المُستهتر الذي قضى أربعة عشر عام في كُلية الطب، الشخص الخائف من الزواج رغم حُبه الشديد لحبيبته سلمى، فقط لخوفه من المسؤولية.

ومن ثم التحول الجزريّ الذي حدث له بناء على تطور القصة.

وعن قصة الأسم، ف لا أرى أن ذلك أحدث تغيير سلبي في حق الرواية، بل لم يُشكل فارق وجود أسم للبطل أو لا، وهذه ميزة بالطبع لأن هذا يعني أن هُناك ما أكثر أهمية من الأسم.

****

الرواية التي- من وجهة نظري - إنقسمت إلى جزئين كل منهما لكاتب مختلف ذو قلم يختلف عن الأخر!

دعني أشرح لك ما رأيت ببساطة وهدوء

مُقدمة مُحكمة، بل في غاية الروعة.

ثم جزء قام بكتابته شخص مازال في مرحلة - الحبو - في الكتابة وإن كُنت أحسنت التعبير.

ثم نصل إلى الفصل السابع ( الحرب الفرنسية )

ليبدأ الأمر يتغير بوضوح من السطور الأولى، وكأن شخص أخر قام بتولي مهمة كتابة هذه الرواية

شخص تخطى الحبو وأصبح في مرحلة التوازن والمشي في الكتابة.

لُغة أقوى، تعبيرات وتشبيهات أدق، حوار أكثر مُتعة، حماس أكثر.

ولذلك أرى بوضوح أن هُناك إنقسام واضح، وعلى حسب علمي ف قد توقف الكاتب فترة بعد كتابة ما قبل الفصل السابع ومن ثم استكمل بعد فترة طويلة، وهذا يظهر بوضوح ولكنه مُبشر بتطور لهذا القلم.

***

نقد العمل:

إني أحد جمهور صانع المحتوى يحيى عزام، منذ أشهُر ليس أكثر، وكان إكتشاف جميل لي وسط هذا الكم من صُناع المحتوى في مصر ، هذا الشخص الذي يمتلك عدة مواهب عظيمة.

ولكني هُنا أتحدث عن - الكاتب - يحيى عزام.

ليس ال Gamer أو الأسطى عبده، أو حتى صاحب سلسلة قصص مش مهم تسمعها.

إني هُنا لتقييم قلم جديد يا عزيزي، من وجهة نظري التي ليس بالضروري أن تأخذ بها.

١_ عدم توازن الحوار والسرد في كثافتهم، وهذا لا يتضارب مع جودتهم.

٢_ التوهة الخاصة بمَن يتحدث؟ التي تحدثنا عنها، ف لا يجب أن يتوه القارئ في نقطة مثل هذه.

٣_ شعرت بعض الشيئ قبل النهاية، بـتسارُع في الأحداث، ليس بمُنفر ولكني شعرتُ بأن هُناك المزيد لقوله قبل النهاية.

٤_ هذه نقطة أوقفتني بعض الشيئ، وإن كُنت لم تقرأ الرواية ف لا تقرأها لكي لا تُكشف لك

كيف لم يعلم البطل حقيقة مادلين؟ لم يُذكر غير أن في وجهها بعض التجاعيد وشعرها أصبح أصفر اللون، هل مثلاً قامت بعمليات تجميل؟ لماذا لم يتم ذكر هذا عِند الكشف عن هويتها في النهاية ك توضيح للقارئ؟

٥_ النهاية غامضة أكثر من اللازم، بعض التوضيح كان سوف يفي بالغرض.

٦_ ذلك الآلي الذي يقوم يعمل قهوة سيئة، فقط لأني أُحب القهوة. 😂

إيجابيات الرواية:

١_ مع تلك الأخطاء التقنية - البسيطة - من رأيي، فـهذا هو العمل الأول للكاتب يحيى عزام، هذا يجعلنا نرى قلم قوي للغاية في طريقُه للتطور.

٢_ الرواية مُثقلة ببعض من الفلسفة والأفكار القوية.

٣_ تُعرف موهبة الكاتب حقاً عندما تكون فكرة الرواية بسيطة أو تم تكرارها من قبل، ولكن يستطيع هو استخراج الجديد منها والمختلف، وهذا ما رأيت ف قد استمتعت بقرائتها حقاً.

٤_ ذلك المشهد الذي فقد فيه البطل عائلته، أكثر من رائع!

٥_ غريب أن أُبدي إعجابي بمشاهد بعينها، ولكن المشهد الأخر الذي يمتلئ بالقت*ل والأشلاء وهكذا، رغم دماويته ولكنه مُختلف ومميز وجعلني في تأهُب للقادم.

٦_وصف واضح للشخصية في الجزء الأول وهو - الكسول -، والذي أعطاني مثل مُلخص بسيط للشخصية في كلمة، وهذا رأيي.

٧_ لقد قرأت النسخة المُعدلة على أبجد بذلك الغُلاف الجديد، مُعبر وأفضل بمراحل من الذي كان قبل.

٨_ التشبيهات، والسخرية السوداء، يحيى بارع بها حقاً

( مع العلم أن لا يُرضيني في هذه النقطة أحد مثل د. أحمد خالد توفيق، ولكن عزيزي الغريب أن يحيى بقلمه أرضاني جداً جداً وإن كان بنفس نسبة د. أحمد!)

٩_ أسلوب الصداقة الذي رأيته من الكاتب موجه للقارئ، الجُمل التي تُقال فجأة وكأننا أصدقاء نتحدث في الهاتف، تتفهم ذلك صحيح؟

١٠_ المشاعر هُنا واضحة، عندما تشعُر أي شخصية بشعور مختلف سيتحول شعور القارئ معها تلقائياً.

حزن؟ سوف يحزن؟ كوميديا؟ سوف يبتسم ويضحك أحياناً، وأحياناً تُدمع عين القارئ.

يستطيع التحكُم بمشاعرك بكُل سلاسة واضحة، وهذا شيئ عظيم.

تكفي عشرة إيجابيات؟ لتكتشف المزيد بنفسك عِند القراءة.

تقييمي لها ١٠/٨.٥

وفي إنتظار ما هو قادم من الكاتب. ♥

#رضوى_مؤمن

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق