#شغف_القراءة_الموسم_الخامس

#شغف_القراءة

#المراجعة_السابعة

لـ رواية خدعة الفلامنجو للكاتبة نهلة كرم الصادرة عن دار نشر الدار المصرية اللبنانية.

في رواية خدعة الفلامنجو، تفتح نهلة كرم نافذة على منطقه حساسة في النفس البشريه..

-لماذا ننجذب إلى النمط المؤذي أحيانًا.. ومرارًا.

الرواية بتحكي عن امرأة تحاول الخروج من علاقة سامة، لكنها تدرك ان التعافي ليس في الهروب من الآخر فقط.. بل في مواجهة الأسباب التي جعلتها تختاره من البداية..

.

.

الاقتباس عن طائر الفلامنجو يلخص جوهر الفكره، الفلامنجو يقف على ساق واحدة ليحافظ على حرارته ويمنع فقدان طاقته... بينما البطلة في علاقاتها تضع كلا قدميها في الماء..

تمنح كل وقتها وطاقتها بلا مسافة تحميها، فتفقد توازنها وتستنزف ذاتها. الاستعارة هنا ليست عن الحب فقط، بل عن أي نمط يجعل الإنسان يستهلك نفسه حتى الفراغ..

.

.

النرجسي، كما تصفه بعض النظريات النفسية، لا يبحث عن شريك بقدر ما يبحث عن مرآة تعكس صورته، ومصدر يغذي إحساسه بالتميز. هو بارع في تقديم ما تريد سماعه، ثم يبدأ في تفريغك ببطء من الثقة والطاقة. الرواية تُظهر أن قطع العلاقة مع النرجسي ليس سوى خطوة أولى؛ الخطوة الحاسمة هي إغلاق الباب النفسي الذي سمح له بالدخول.

...

السرد جاء في شكل رسائل متقطعة بين البطلة وصديقتها، يعكس حالة ذهنية متقلبة، حيث يتشابك الحاضر والماضي وذكريات الطفولة في مساحة واحدة..

هذا البناء يوضح أن أنماطنا العاطفية ليست وليدة اللحظة، بل امتداد لصور وتجارب مبكرة، ربماا عجزنا عن قرأتها في وقتها..

... الرواية تكشف عن ادراك أن النجاة الحقيقية تبدأ حين نصحح علاقتنا بأنفسنا قبل اي شخص آخر..

"اقتباسات أعجبتني"

❞ من يبدون لنا ضعفاء يا سلمى، قد يصبحون في لحظة أكثر من يوجعوننا، لأننا ببساطة لا نتوقع منهم ذلك، في المرات القادمة يجب أن ننتبه أكثر إلى الأمثال الشعبية، يبدو فعلًا أنها لا تأتي من فراغ، «اللي يصعب عليك يفقرك»، أفكر في هذا المثل الآن وأستبدل بالكلمة الأخيرة «قد يؤلمك كثيرًا». ❝

‏❞ سأكتب لتتحول الذكريات إلى شيء ملموس يمكنني النظر إليه، وفهم ما حدث، وليس التألم فقط، طبيعي أن أتألم حين أحكي، صح؟ ويجب أن أتقبل هذا الألم إن أردت رؤية الأمور بوضوح، تمامًا مثلما حدث ذلك اليوم عندما حكيت كل شيء لعمرو، فرأيت أشياء كنت أرفض رؤيتها. ❝

‏❞ ‫ العلاقات معقدة فعلًا يا سلمى، والنفس البشرية أكثر تعقيدًا، نسعى طوال الوقت لأن نتقرب من الآخرين لنفهمهم أكثر، ونحن لا نفهم ما يحدث داخلنا بالقدر الكافي، أو حتى بأقل قدر، ❝

‏❞ أتعرفين. شاهدت بالأمس فيلمًا وثائقيًا عن طيور الفلامنجو، خطرتِ ببالي حينها ‫ - لماذا؟ ‫ - تقضي طيور الفلامنجو أغلب وقتها في المياه، لهذا تقف على ساق واحدة وتثني الأخرى، وبذلك تتجنب أن تلمس المياه ساقها المطوية فتبتل وتبرد، وبهذه الطريقة تحافظ على درجة حرارة جسدها، وتوفر طاقتها، تذكرتكِ حينها لأني فكرت أنكِ كلما دخلت علاقة عاطفية تمنحين نفسك بشكل كامل للآخر، وقتك كله، طاقتكِ كلها، لا تتركين مسافة بينك وبينه، لتري أين تقفين أو كم ابتعدتِ عن نفسك، تفقدين توازنكِ تمامًا في العلاقات، ويستمر ذلك بعد الانفصال، أنتِ لا تكفين عن إهدار طاقتك في أشياء تافهة، ولا تبذلي جهدًا ❝

‏