تكملة موفقة لرواية أقل ما يقل عنها أنها بصرية وفكرية بامتياز، تبدأ الرواية بعد بسنوات من انتهاء الرواية السابقة "جنّة على الأرض" وبدلاً من الغوص في أفكار جنّة نغوص في أفكار أمل ابنتها والتي تكاد أن تتمرد على كل ما أرادته جنّة أن تكون. لعلّ الرواية تتلخص ب"التاريخ يعيد نفسه" لكي تتفاقم دواخل الشخصيات بطريقة خارجة عن المتوقع ولكنها منطقية جداً في عالم هذه الرواية المستقبلية حتى تكاد تجزم بأن الكاتب قام بتوأمة وعكس الأحداث والخط الزمني للرواية السابقة باستخدام مرآة مستقبلية لكل شخصية. إذا كنت تعرف قارئة أو قارئ ما مهتمة أو مهتم بكتب الخيال العلمي والتي تلعب على أوتار الأدوار الجندرية فإن هاتان الروايتان المتتاليتان هما الهدية الأمثل. وكسابقتها فإن هذه الرواية تصرخ كي تصبح عمل بصري مميز فريد من نوعه في العالم العربي كما هو فريد كتابياً في الطرح لكاتب بات يفهم أدواته ويعرف صوته الكتابي جيداً.