#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين

بيت الياسمين - Bait Elyasmin

مُجمّع الأحياء:

- عبّاس محمود العقّاد.

كتبت الدراسة -الرسالة كما أطلق عليها الكاتب- ونشرت بينما تصدح نواقيس الحرب العالمية الأولى، وتلقي شرورها على صفحات الأرض، فكان غرضها نقاش الصراع الإنساني، بل الحياتيّ بشكل أعم، ثم عادت ونشرت في الحرب العالمية الثانية، والتي أسدلت عباءتها الكحلاء على التاريخ، ثم أعيد نشرها -وسيعاد- حتى وقعت بيدي صباح اليوم.

دراسةٌ فلسفية حوارية، أتى بها الكاتب على شكل مناظرةٍ مفتوحة، واختار لها أفريقيا موقعًا، وامرأةً صورها عمياء مهيية، لتتولى إدارة الحوار ومقدمته؛ هي الحياة، فوصف: ❞ المرأة الماثلة أمامي هي الحياة! الحياة التي يعبدها الناسك في الصومعة، والعربيد في الحانة، الحياة التي تحبها الدودة المتقلبة في الأقذار، والشاعر العارج في ملكوت الخواطر والأفكار.❝

فأتت تنصح يالسلم والمحاباة والأخوة، وتقدم خطاب اليمامة الرؤوم، فأوصت الأخيرة بالضعفاء، فإنما ❞ الكثرة في جانب الضعف ❝.

لتكون أفكار الكتاب ساميةً علياء حتى لحظة خطاب الثعلب، وما قدم عليه من نصحٍ بضرورة اتخاذ المصالح الشخصية للفرد، والتسلح بالنفاق والكذب والسرقة وما إلا ذلك. ليأتي القرد -خطابي المفضل- ويفند ما أتى به الثعلب، فيقول أن لا قوة تعلو قوة الأخلاق، وأنها أدعى بأن تشترى إن فقدت.

وسيتكمل الكتاب، فيخطب الأسد بالقوة عن القوة، حتى يأتي دور المرأة لتتكلم، وتطالب المسكينة بحريتها كمطلبٍ إنساني، ليظهر بعدها "الإنسان" ويصفها بالحمقاء الساذجة، التي لا قيمة لها ترجى عدا جمالها -عادة العقاد القديمة، لا جديد- ويختتم الخطاب بالطبيعة، الذي أسكت كل هذه الأصوات إلى الأبد.

كتابٌ فلسفي يحتاج المرء لأن يقرأه أكثر من مرةٍ في عمره، فلم تغب فيه اللغة ولا الفكر العقادي، وإن كنت أختلف مع أفكاره النسوية شكلًا وموضوعًا طبعًا.

كتاب فيه قدر من الديانة والحكمة المكثفة والمناظرات الممتعة، التي لا يخرج منها رابحٌ سوانا، وظني أنه يمكن أن يتحول -لو قرأه مخرجٌ هوليودي- لفيلم عظيم ممتع!

اقتباس:

❞ إن الخالق لم يودع الحياة في نفوسنا لنبغضها، ونخجل من حبها❝

التقييم: ٣/٥