إن الأمر الذي تطرق إليه الكاتب في الرواية هي شدة حالكة ، بل إن وصفها بالحالكة يعطي بها أمل لمن لا يعرفها ، ولا أدري ما الذي جال بعقل أو خاطرة الكاتب حتي تكون تلك الفترة هي الخيوط التي غزل منها روايته ، إن التاريخ المصري ضخم وبه من عظات كبرى يمكن إستخلاصها منه ، ولكن ما قدمه الكاتب في روايته لهو جزء مفقود من تلك العظات العظيمة ، وفي الحقيقة أن ما قدمه الكاتب أمر عظيم فهو تأريخ روائي بقلم حكاء ومخيلة واسعة وثقافة كبيرة جعلت من مغزله سلاسة وإنسيابية في القص لم يكن من الممكن أن تقدم الأحداث الواردة بالرواية إلا بهذه الطريقة ، فلا يمكن لعاقل أن يكمل قراءة مثل هذه الأحداث إلا إذا كان الأسلوب أخاذ غير منفر ، يعرف متي يمكن أن يسترسل ومتي يترك الما ورائيات إلي عقلك ، ولأني أنتهيت من تلك الرواية البديعة فيمكن وبملئ الفم أن أقول أن الكاتب صنع فينا معروفا بتقديمه لهذا الجزء المهجور من التاريخ بهذه الطريقة العبقرية .