مزهول ومتعجب وسارح تلك الكلمات فقط هي ما تصف حالي بعد أنتهائي من رحلتي داخل تلك الرواية، لا أعلم إن كان ظلمًا للرواية إن قلت أنها من أفضل ما قرأت حتى وقتنا هذا، أم أن من لم يقرأ الرواية قد يظنني جننت أن قلت إن تلك الرواية واحدة من أفضل ثلاث أعمال قرأتهم في حياتي خصوصاً من يعرفون قراءاتي وذوقي الرفيع في أختيارها، سردٌ عبقري واصف بسحرية ما يدول داخل الرواية من أحداث ومن مشاعر ومن صراعات ملحمية تخطف لها الأذهان، ولغة أقل ما يُقال عنها عنها لا تقل عن لغة محفوظ والعقاد وذروة الكتاب العرب، والأسلوب لا أخيفكم سرًا أنني ظننت في بعض الأحيان أنني أقرأ عملًا ما للعم نجيب محفوظ ولكن بأسلوب مختلف، وكأنني أمام كاتب آخر غير الذي هعدته طوال مسيرته الأدبية وقرأت كل حرفِ خطه قلمه سواء على ورقةً أو على جهازٍ ما، ولأحيطم علمًا أيضاً بأنني وللأسف لا أجيد كتابة المراجعات بطريقة أحترافية صحيحة فما أنا إلا عاشقٌ للأدب ولفن الرواية وها أنا ذا صِرتُ عاشقٌ متيمٌ بتلك الرواية التي سكنت قلبي وأخذت فيه مرتاعًا، لا أستطيع أن أخفي عنكم أندهاشي بتطور أسلوب الكاتب؛ حتى صار أسلوبه بديع وسلس رغم قوة لغته ورزانة كلماته والفلسفة التي مُلأت بها حوارته الذي كتبه وكأنه شاهد على هذه الأحداث التي ظننت لهنيهة أنها حقيقة، ولكن الشيء الحقيقي الوحيد في هذا الأمر أننا أمام رواية لا تقل شأننًا عن أعظم الروايات التي كُتبت بلغتنا الفُصحى. شكراً للكاتب على هذه الرحلة التي لن أنساها وعلى الشخصيات التي رسمها هو بأتقان حتى جعلها تحدثني وأحدثها وأحاول فهم ما يدور بدواخلهم، وأشكره وبشده على الصدمات المتتابعة التي تلقيتها بين صفحات تِلك الرواية التي أنتهيت منها في جلستين فقط، فدعوني أحذكركم جميعًا لا تنخدعوا بما كتب هذا الرجل أبدًا.