مذكرات رجل ضائع > مراجعات رواية مذكرات رجل ضائع > مراجعة Nesma

مذكرات رجل ضائع - ياسمين أبو أحمد
تحميل الكتاب

مذكرات رجل ضائع

تأليف (تأليف) 4.6
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

لست بكاتبة ولا حتى بناقدة.

بين الحين و الآخر قد يحدث أن تلامس قلبي فكرة او شعور ما فأجد قلمي يقطر بالخواطر المتفرقة لا أكثر..

يمكنني القول أن هذا تماما ما حدث لي وانا أقرأ هذه الرواية، و ربما هذا ما دفعني لأن أترك تعليقا عليها.

لقد مستني الأنانية مرة، أو الحب كما يسمونه..

أذكر حين أخبرني و هو عائد من الجيش عن مأمورية ذهب إليها أقرانه فلم يعودوا منها إلا جثثا هامدة، و كيف أن الاختيار كاد يقع عليه ليلقى نفس الحتف، لكن القدر تبسم له فمنحه فرصة أخرى؛

أذكر كم شعرت بالراحة لثانيتين قبل أن يلحقها شعوري بالأسى على من فارقوا هذه الحياة..

لثانيتين لم أفكر بهم البتة، و غمرني الامتنان لنجاته هو،

كيف أنه بإمكاني رؤية وجهه و سماع ضحكته ليوم آخر...

و على صعيد آخر، قد مسته الأنانية هو أيضا، و لكنها سبقت ما مسني،

في حياة أخرى لم أكن أنا جزءا منها..

رحلت هي و لم تترك له سوى ما مسه،

فاحتفظ بأنانيته حتى التقينا..

فكان يراقص طيفها و يتركني معلقة لساعات

حتى يخفت طيفها قليلا فيذكرني و يمد بيده إلي.

كان يرى الشقوق في قلبي تزداد في كل مرة يفلت بيدي ولا يكترث.

فإذا نادته ذكراها لا يملك إلا أن يجيب بدافع الحب، و لا أملك إلا أن أقف بعيدا لأنتظر، فلا أدري ما أنتظره..

لقد مستني الأنانية مرة و أخشى أنني لم أنجو من آثارها على قلبي.

ذكرتني هذه الرواية قليلا ب"الحارس في حقل الشوفان" ل ج د سالينجر؛ شعرت و كأنها نسخة أحدث و أعمق و أنضج من الرواية الكلاسيكية، فرغم اختلاف الأعمار، كلا البطلين تائهين ضائعين، تضج رأسيهما بالأفكار المعقدة، و المشاعر الانسانية التي تسكن روحيهما و يسعيان بجهد لاستكشافها.

أحببت الأجزاء التي ناقشت الحرب، و الفقد و الموت، و الصداقة، و الوحدة، و الفراغ و الامتلاء، و لكن ما لامس قلبي حقا هي النصوص الخاصة بالحب و أنانيته، ربما لأنه ذكرني بندبة لا زالت حديثة بعض الشيء.

كما أحببت الغموض الذي بالنهاية حول ما ذكرته أمه عن الشخصيات التي يختلقها، و الأسئلة التي قد يطرحها ذلك عما اذا كان صديقه الكهل موجودا حقا، و غيره من الشخصيات ، كالفتاة مثلا؛ أذكر أن العامل قد أبدى استغرابه أن الأربعيني لم يكن بالمكتب عندما سمع بطلنا يحادث أحدا هناك.

أنا في انتظار المزيد من أعمال الكاتبة الجميلة.

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق