هي خواطر مسافر في نهاية رحلته بالحياة و قد علم مسبقا بإنتفاء الأسباب فصار مستسلما لأقداره متعلقا برحمة يرجوها من الله عز وجل.
كم هي ألطاف الله بنا ألا نعلم موعد رحيلنا عن هذه الحياة الدنيا ، و قد زاد يقيني بنعم الله و كرمه علي عباده بعد قراءتي لهذه المرثية ، ينعي الكاتب نفسه في رسالته عن تجربته و معاناته مع السرطان و يستعرض هواجسه عن ذكراه بعد الرحيل.
علي الرغم من صراحة الأطباء معه بعد إنتشار المرض بأغلب أعضاء جسمه إلا أن الكاتب ظل مداوما علي الأمل في أحلك اللحظات و ناقلا أمينا لتجربة مرضه العضال.
من محنة و ابتلاء المرض أدرك أبوالغيط المنح الربانية في مسيرة حياته، حيث غمرتها الأضواء التي أرشدته و أنارت طريقه . بدءا بشخصة و مرورا بأبوية و زوجته و أخيرا إبنه الوحيد حيث قادته جميعا إلي ما يرجوه من ضوء يلوح في آخر نفق الحياه.
رحم الله محمد أبو الغيط و أجزل مثوبته ، ترك وراءه كلماته لتمس القلوب و تترك الأثر الذي ظل يرجوه باقيا بعد رحيله.