أنا قادم أيها الضوء > مراجعات كتاب أنا قادم أيها الضوء > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

أنا قادم أيها الضوء - محمد أبو الغيط
تحميل الكتاب

أنا قادم أيها الضوء

تأليف (تأليف) 4.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
5

بدأت هذا الكتاب بالتزامن مع دور برد شديد -كورونا؟- لا زلتُ أتعافى منه حتى الآن، ويُغادر جسدي ببطء، بعد أيام من الصداع المُستمر، والنوم العميق الذي تستيقظ منه حالتك أسوأ من السابق، والخمود، وإنهدام الجسد بشكل عام، وتختلف الأعراض فتجد السعال موجوداً وبشدة، وفجأة يختفي ويظهر غيره بلعبة تباديل وتوافيق لانهائية، ولكم كرهت فكرة المرض، ذلك العجز المقيت، الذي تتمنى أن يذهب بأي ثمن، وأي دواء، حتى تستعيد العادي، الذي لا نشعر به أبداً.

لأجد نفسي مع هذه السيرة المؤلمة، والتي على الرغم من كل الألم والحزن الذي ستشعر به، كسرة قلبك وروحك، والكثير من البكاء، يحكي "محمد أبو الغيط" سنواته مع المرض، سنوات كاملة من حياته، من الألم الخاص، الفحوصات المليونية، والأدوية المختلفة، الحياة بعد السرطان ليست كقبلها، حياتك تختلف تماماً، ونظرتك لكل شيء تُصبح أوسع، فهذا الكتاب الذي ستقرأه رُبما لن تجد فرصة لتقرأه مرة أخرى، وتلك الأكلة، وذلك الشخص الذي تراه رُبما لن تراه مرة أخرى! إنه لعنة على كل شيء، يحتل كل كيانك، من جسدك، حتى روحك، ولكنه وجد مُقاتلاً عنيداً اسمه "محمد أبو الغيط"، الذي لم أكن أعرف عنه سوى ما يذكره بلال فضل بمقاطعه المصورة على "اليوتيوب" أو بعض المنشورات على "الفيسبوك"، ليكون هذا الكتاب دعوة لنتعرف على هذا الكاتب الشاب، ولنحزن عليه، حزن صادق أمين، لهذه البذرة الصالحة، ولهذا الشخص طيب الذكر، عظيم الأثر، وكل تلك الأشياء ليست تأثرأ بكتابته، أو بوفاته المؤلمة، ولكن بتأثيره الحقيقي على العديدين، الذي ستلسمه بكل تأكيد بين طيات هذا الكتاب، أخضر اللون، كقلب محمد أبو الغيط.

يتأمل "محمد أبو الغيط" حياته القصيرة، ولكنها مليئة بالأحداث، من وجهة نظر مُغايرة، لأفكاره وصعوده، ونجاحاته المهنية، لحياته في مصر ثم سفره إلى لندن، لعلاقته بأهله وخصوصاً والده ووالدته، وعلاقته بزوجته "إسراء" التي كانت خير سند، وابنه، الذي كان الفصل الخاص به أكثر ألماً، وحزناً. من الصفحات الأولى للكتاب سيلمسك قلم "محمد أبو الغيط"، حديث سلس ودافئ، شلال لا ينتهي من الحكايات، والتعليقات الساخرة والضاحكة، والذكية والمُثقفة، يحكي حكايته توثيقاً لا طلباً للشفقة أو هذا القبيل، يحكي لأنه عنده ما يقوله، وهذا الكتاب على ألمه فهو تجربة مؤثرة، ستجعلك ترى الحياة على كبرها بأنها لا تستحق كل ذلك التسارع المجنون والمحوم نحو ماذا؟ الحياة تستحق أن تُعاش بروية وهدوء، فنحن لا نعلم، متى سنرى الضوء، فربما يأتي أقرب مما تتوقع.

ختاماً..

سيرة ذاتية مؤلمة وصادقة، مليئة بالدفء والجمال برغم كل شيء، حياة بين دفتين كتاب، لتجعلنا نُعيد النظر إلى العديد من الأمور حولنا، وننظر للضوء القادم بهدوء وسكون.

لا استطيع أن أنصح بها للجميع، فهي أشد ألماً على النفس، ووطأتها كبيرة على الروح.

Facebook Twitter Link .
16 يوافقون
1 تعليقات