هل يمكن أن يصاب المرء بلوثة في عقله من الحب؟
طوال الرواية المقسمة إلى أربعة فصول وخاتمة يصحبنا طفل صغير في قريته، يحكي لنا عن العلاقات الاجتماعية وتاريخ بلدته، جيرانه وحبهم وكرههم وثأرها، على لسانه يأتي السرد بسلاسة، يحكي أحداث ممتعة ومؤثرة عن علاقات معقدة متداخلة، عن الحب والحرب والطفولة والاحترام، عن الأعين الملونة والصوت القوي.
علاقة أب وابنه، رجل وخاله، فتاة وحبيب وخطيب... ثلاثي اجتمع فدُمرت بسببه العلاقات، بسبب اشاعة. صوت في داخلي يقول أن صفية لها علاقة بالإشاعة، وربما أكون مخطئة... ظلت المعلومة مجهولة حتى النهاية.
ما بين فتاة أحبت وانكسرت فأخذت طريق العند والانتقام حتى وصل بها الحال إلى نبذ نفسها وتحولها إلى شيء غيرها.
وشاب احترم وصمت طويلًا فوق طاقته حتى كانت ردت فعله غير متوقعة. وعجوز ربما أصاب عقله الخرف فتحول تمامًا ونسي كل مبادئه، أو لعب بعقله لسان معسول صاحبته قلبها محترق على حبيب لم يريدها!
يحكي الفتى عن الماضي والحاضر بالتوازي، قصص متداخلة قوية ومميزة، وفي الختام ينهي بقصة كان قد بدأ بها.
❞ وأسأل نفسي إن كان مازال هناك طفل يحمل الكعك إلى الدير في علبة بيضاء من الكرتون؟
وأسأل نفسي إن كانوا مازالوا يهدون إلى جيرانهم ذلك البلح المسكر الصغير النوى؟
أسأل نفسي...
أسألها كثيرا... ❝
قصة تعيد الذهن للبداية، وكأن شريط الأحداث يمر سريعًا إلى الوراء، وقتما كان الصغير يتعلق في رقبة خالته التي كانت جميلة الفتيات، وقتما كانت هناك أحلام وآمال كبيرة عن تلك العائلة المتشعبة.
بعض الآمال تحققت وكثير من العلاقات تدمرت، ألا يمكن أن يعود الماضي يومًا!
#خالتي_صفية_والدير