باقي الوشم > مراجعات رواية باقي الوشم > مراجعة Mohamed Khaled Sharif

باقي الوشم - عبدالله الحسيني
تحميل الكتاب

باقي الوشم

تأليف (تأليف) 3.7
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

باقي الوشم أو لعنة أن تُولد في الجانب الخطأ!

تتناول رواية "باقي الوشم" عائلة من البدون بالكويت، شكل حياتهم اليومية، المعاناة الواقعة عليهم بسبب خطأ لا يداً لهم فيه، مُتخذين من الجدة ذات السبعين عاماً مركزاً للأحداث، فكانت "حمضة السحاب"؛ هي المرجع التي نعود له، كُلما ضللنا الطريق، كالشجرة، واقفة، مُتماسكة، وصامدة، تنتظر ربيعاً لا يأتي.

ومن خلال هذه الحكاية المؤلمة، يسرد الكاتب شخصيات العائلة المُختلفة، التي يوجد فيها أب عسكري، وأم ربة منزل، وأولاد يُكافحون من أجل كل شيء، مهما كان يبدو لك بسيطاً، وحتى لم تتعب فيه بحياتك الشخصية، على سبيل المثال: حق اختيار التخصص الذي تنوي دراسته، حتى هذا محفوف بالمخاطر بالنسبة لهم، بالإضافة إلى كونه مستحيل أيضاً. فما بالك بباقي الأشياء؟ إنها لعنة أن تُولد في الجانب الخطأ؛ هناك من وُلد فوجد حياته هانئة، لا تشوبها شائبة فما انفك يخلق المشاكل والعقبات في حياته اليسيرة، وهناك من وُلد ليجد أن ولادته في الأساس عبئاً ومشكلة، من أول يوم في حياته يكافح، حتى قبل أن يعرف ما هو معنى المكافحة والمُثابرة! تكافح ضد كل شيء، حتى نفسك، تخاف أن تجد نفسك يوماً ما، لا تُكافح، وتصبح حياتك رماداً تبقى من حريق دائم لا يتوقف.

"كان يستحيل التمييز بين الأشياء التي نُحب، وتلك التي فُرضت علينا، ذلك أن الاختيار كلمة ليست من شأننا."

أقرب الشخصيات بالنسبة لي كانت "محمد"، وفينا من التشابهات أكثر من الاسم، محمد الثوري الثائر، الذي يرفض وضعه، ويرفض الظلم الواقع عليه، فلا يتورع من الذهاب إلى المظاهرات أو الوقفات الاحتجاجية حتى ينل حقه، شعلة حماس لا تنطفئ، ولا يعلم من أين له بكل هذه القوة، كيف أصبحت الشجاعة سمة أساسية في شخصيته الأخف من ورقة شجرة، ثم تنطفئ جذوة محمد؛ وكلنا مررنا بتلك اللحظة؛ اللحظة التي نعرف فيها أن كل ذلك لا طائل منه، وأنه لا فائدة ترجو من كل ما يحدث، فيذهب الحماس بلا رجعة، وتكتسب نظرة خاملة، وكلمة واحدة ترددها بلا كلل أو ملل عندما تُسأل عن الأحوال والأوضاع؛ ألا وهي "طز"، فلا يوجد فارق، يبقى الظلم على ما هو عليه.

ختاماً..

رواية "باقي الوشم" كُتبت بحزن حقيقي، ووجع بحجم الكون، رغم أنها تحمل العديد من اللحظات اللطيفة بين دفء العائلة، وسمرهم، وحكاياتهم المختلفة، وأمل "حمضة السحاب" أن ترى الربيع، ولو لمرة. ولا بُد أيضاً من الثناء على لغة الكاتب، ففاجئتني الكلمات العتيقة المناسبة للأحداث، وخصوصاً في الأحداث التي تُستدعى من حياة "حمضة"، والتعبير عن كل شخص بلغته وألفاظه، فكان السرد متوازناً، يحمل ألماً ووجعاً، ومرحاً، ولكن بنظرة واحدة على أغلب الشخصيات ستجد أنهم يتألمون، ويتمنوا لحظة واحدة دون كل ذلك.

يُنصح بها بكل تأكيد.

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق