أن تولد، فتحيا، فتشيخ، فتفنى دون أن تملك من أمرك شيئا. مسكينة هي تلك الأشياء المحكوم عليها بالصمت والانصياع لرغباتنا رغم صخب الحياة والمشاعر المختلطة بداخلها.

رغم هذا، لابد أن ذلك المهد الأبيض المفرط في النقاء كلونه قد عثر على طريقة ما ليحكي لنا من زاوية رؤيته الطفولية ثلاث حكايات عاشها بكل ذرة من ذرات نسيج أخشابه.

كم أحببته، وكم أشفقت عليه، حلمت أيضًا أن ألقاه يومًا، ربما لن يكون وقتذاك على صورته الأولى، وربما هو هنا بالفعل طوال الوقت، قد يكون رف الكتب هذا، أو طاولة الطعام تلك التي نلتف ونتسامر حولها، أو ربما هو ذلك الإطار الخشبيًّ الذي يحتضن صورة توقّف فيها الزمن عند لحظة عائلية دافئة.

في كل الأحوال، فلن ينتابني الشك بعد الآن أن الأشياء كلها تحمل ذاكرة تسع تاريخ أحلام البشر، تلك التي تحققت منها وتلك التي حطمها يأس أو مرض أو موت، دون أن تتألم لشيء قدر عجزها عن تتبع نهاية إحداها إثر فراقٍ إجباري لا رجعة فيه.

رواية اجتماعية دافئة في غاية العذوبة، وفي اعتقادي كمحبة للكتب المسموعة أنها تصلح أن تكون كتابًا صوتيًّا مبهرًا.