#مراجعة
رواية
حارس الحكايات الأخيرة
الكاتب: أحمد الملواني
"""""""""""""""
❞ «الدابة تعني ما يدب على الأرض.
وبالتالي الحيتان ليست من الدواب»
«كذلك الحيتان الطبيعية لا تتكلم»
«وهل يتكلم حوتكم هذا؟!»
«بالطبع. وإلا من صاحب صوت الغناء الذي نسمعه آتيًا من البحر في الليالي؟»
أقرأ ما دونته من أقوال وحكايات في دفتري..
«إذن هناك حوت ظهر بشكل مفاجئ في بحركم.. حوت ضخم…»
«ليس مجرد حوت»
«حسنًا.. هو يهاجم المراكب.. يقتل الصيادين.. ويغني في الليل؟»
«وهو سبب الزلازل»
«هل شاهده أحدكم يهاجم المراكب؟»
الإجابة كانت بالنفي الجماعي..
«إذن كيف تعلمون أنه المسئول عن اختفائها؟»
«ومن غيره؟! هل هي مصادفة أن تختفي المراكب في ذات وقت ظهور ذلك الوحش في بحرنا؟» ❝
بعد هذا المقطع الصغير في بداية الرواية سنعرف أن هناك قرية أهلها في رعب مجهول وقد نسجوا حوله الحكايات والأقاويل والأساطير.
هنا لن تجزم هل هي سخافات بعض أهل القرية الجُهال، أم رعب نشره البعض ليستفيدوا بالقرية كأرض ومكان، أم هي حقائق تجرهم ناحية مصائر مكتوبة لن يقرأها ويراها إلا من يبحث عنها ويتأكد
من هو هذا الكائن، هل هو حوت فعلا؟
ولماذا اختار هذا المحقق العالم أن يحقق ويبحث في هذا الأمر وهذه القرية بالتحديد.
نعلم أن لكلٍ منا نصيب في خطواته، ولكن ماذا لو كانت لا إرادية وتأخذنا ناحية مجهول بالكلية!
ثلاثه أرواح ارتبطوا برحلة لم يكن مخطط لها ولكنه القدر والرسائل المخبأة،
جمعهم بطن هذا الحوت (يا ترى ننعته بالبائس ، أم الضال، أم الوحش)
المهم أنه صريح من البداية فهو مصدر رعب وتوتر وقلق ولكن الأهم في هؤلاء الثلاثة الذين دخلوا في ظلمات لا نهاية لها وكل منهم كان له عالمه وحياته وقناعاته.
كل منهم له وجه وهيئة ولكن خلف هذا وذاك صوره طبق الأصل أم وجه آخر زائف مستعار!
البدايات دائما ما تلهينا وسط الطريق فالننتظر ولا نتباهى بأنفسنا حتى نقترب من النهاية.
هذه رواية فلسفية من الدرجة الأولى مغلفة بقالب من الفنتازيا
بلغة قوية وسهلة في نفس الوقت أقحمنا الكاتب في عالم ثلاثة أشخاص كل منهم ظهر في أول العمل بصورة معينة حتى هم نفسهم كانوا مصدقين لهذا ولكن في الاختبارات والابتلاءات وحتى الأزمات يكتشف الإنسان نفسه جيدا ويرى كل الوجوه حوله وكل المعالم بأصولها وأشكالها وألوانها الحقيقية.
من الرسائل المهمة في الرواية
أن لا تحكم قبل أن تغوص وترى بنفسك
ليس هناك شر مطلق ولا خير مطلق
لا تثق ثقة عمياء في رؤيتك الأولى بل اسمح للشك بالمشاركة حتى تتأكد
لم يخلق الله الإنسان ليعذبه، ولم يخلق النار فقط ولا الجنه فقط
لذلك كل خطأ له طريق وطريقة للتصحيح، كل ذنب ممكن أن يُكفِر عنه صاحبه ويُغفر له أيضاً ولكن العبرة بالقلوب وما تحوي والنوايا وما يقابلها من صدق الفعل.
#اقتباسات
❞ «الخرافات أقوى من مئات المدافع ❝
❞ أتعجب أن يقين الموت لا يسبقه خوفًا، وإنما الخوف يسعى بين يدي المجهول، ❝
❞غادرت إلى الفناء تجولت قليلًا تحت شمس غير حارة، أتأمل الوجوه وتتأملني ذلك الجمود وتلك الشرارة العابرة للنظرات وجوم سائد يحمل بالتأكيد ذات التساؤل، هل يمكن أن يحمل لنا هذا النهار الجميل موتًا؟ أيكون للموت مثل تلك المقدمات الرائعة؟ ربما النسيم الخفيف ورائحة الأشجار ودفئ الشمس يوحون لنا برسالة اطمئنان بأن الخطر قد زال.❝
❞ عن أية خطايا تتحدث؟ أنا الضحية هنا. أنا مجرد مريض مسكين، ولم أجد من يساندني. أنت تحاسبني بسبب عاهرتين تخليتا عني في محنتي وفي مرضي؟ أنا المظلوم هنا. ولهذا اختارني الحوت لينقذني. ولهذا سأبني وحدي عالمًا جديدًا للمظلومين❝
❞ شيء يضيع في القلب يا فاطمة، فلا حياة في القلب يا فاطمة. الحياة ملايين الاحتمالات، وقلبك هو بوصلة الاختيار. وطالما القلب لم يزل يدق، فإن كل الاحتمالات لم تزل قائمة❝
❞خمري نفد، فهل امتناعي عنه يعد توبة؟! أنا في بطن حوت، بلا حياة، لا مجال هنا لخيانة أو غدر أو قتل أو سرقة. أنا لا أمتنع عن الشرور الآن، بل هي من يمتنع عني، فهل تعد هذه توبة؟!❝
❞ وباتت الوحدة حقيقة أولى تملأ حياتها. أما الحقيقة الثانية، فهي أن العمر يمضي، وما كان أمامها مزدهرًا، صار وراءها أنقاضًا. وبات اليقين الوحيد في قلبها، أن الحياة مجرد عفن.❝
❞ اعبرا البوابة إلى البدايات الجديدة. والبداية هي ابنة النهاية. من رحمها تولد، ومن صدرها تطعم. وتذكرا أن لا شيء محتوم❝
#هند_الشهاوي
#أبجد
#حارس_الحكايات_الأخيرة
#كتوبيا_للنشر_والتوزيع