ميلاد هاديء

تستهويني دائما القصص الجديدة المبتكرة التي تطل علينا من خارج صندوق الأفكار المكررة والمتشابهة. وفي قصص (ميلاد هاديء) هناك صندوق آخر مختلف تماما عما قبله يطل علينا من خارجه (مهدي الأبيض)فنعيش معه رحلة حياته القصيرة من المهد إلى اللحد حرفيا لا مجازيا.

أعجبتني فكرة الرواية القصيرة وتمنيت ألا تنتهي الرحلة فقد دخلنا مع مهدي غرفا لا يمكننا دخولها وعشنا معه حكايات أهلها وأحداث يومهم من منظور مختلف تماما عبقري في فكرته..

ومهدي رغم خصوصيته الشديدة يقع في حب كوكو المختلفة هي الأخرى ويدور بينهما حوار عذب يفيض بالمشاعر والتلقائية. ثم يجتمع مهدي الأبيض مع عم نقطة المخضرم فتتسع ابتسامتي عند معرفة سبب تسميته…

لم تسلم بعض القضايا الشائكة من معالجة مي حمزة لها بأسلوب شيق مثل أطفال متلازمة داون ومشاعر المحيطين بهم وحقهم الأصيل في تقبلهم وحبهم وتأخر الإنجاب وفجيعة وفاة الأم قبل أن ترى طفلها وتكاتف باقي الأسرة للعناية به.

❞ هذه الجدَّة جمعت بين كفَّيْها خبرة العمر وفرحته، ونثرتهما في أجواء الغرفة، فلا يوجد على وجه الأرض أروع من مشهد جدَّة تنظر إلى حفيدها لتستعيد معه ذكريات أمومتها الأولى، وينطلق أمام عينيها قطارُ حياةِ صغيرها الذي أصبح اليوم لديه طفل. ❝

حتى الدين ومفهوم العبادة تطرقت إليه من زاوية جماد يقيم الحياة وما فيها من أفكار…

❞ : مَنْ أنا، ومَن أين بدأتُ؟ ما الذي آمنتُ أو كفرتُ به؟ من أحببتُ، ومن كرهتُ؟ ما الذي تعلَّمته، وبماذا اهتديتُ؟ وما الهداية إلا راحةُ قلبٍ وعقلٍ. حتى لو كان لا زال عندي المزيد لأقدِّمه، لأعلِّمه، ولأتعلَّمه، لكنَّ أمر الإله ❝

وددت فقط لو لم تكن هناك هوامش تشتت انتباهي عن سلالة السرد🙂

ميلاد هاديء هو ميلاد هاديء لقلم مميز مبتكر.

ا