أنا أحب إمرأة غيرك

أنا أحب صديقتك

هكذا ألقى رشيد بقنبلتيه في وجه مشيرة ثم تركها تواجه عفاريتها وشياطينها بمفردها.

بقينا طوال الوقت معها بعد انسحاب رشيد في غيبوبته التي دامت بطول مدة الرواية فكان الحاضر بقسوة رغم الغياب القسري بفعل الحادث الذي خرج منه جثة حية، نفتش معها في الدفاتر وألبومات الصور و هوامش الكتب وبين الإهداءات والهدايا علنا نلمح تلك الصديقة الخائنة بعد سكوت رشيد وعدم افصاحه.

وفي كل مرة تجبرنا فيها على أن نكره رشيد كانت تستدرك خطيئتها فتعود وتؤكد أنها مازالت العاشقة المحبة قبل أن تكون الزوجة، غضبنا معها من كل الصديقات التي ارتابت بهن و حامت حولهن شكوكها لكننا مع ذلك تنفسنا الصعداء ارتياحا عند ظهور البراءة ولم لا وقد ارتكب الكاتب بحقنا الجريمة الكبرى؛ جريمة التعاطف مع كل الأطراف.

للحظة تخيلت أن أسماء ستكون المتهمة الحقيقية وظل ذلك شكي حتى اللحظات الآخيرة، كان هيكل الرواية و كيانها يتحمل المزيد والمزيد من المفاجآت والتي دائما ما كنت أقدر على توقعها لكن ما حدث في النهاية فاق كل توقعاتي وما تخيلته حول نهايتها.

وقت طويل وأنا أؤجل لقائي بها، ربما لإن تجربتي مع باب الليل لم تسعدني بالقدر الكافي رغم مرتي القراءة لها، لكن مع كاتيوشا كانت التجربة مختلفة وممتعة، وأعتقد أن كل قارئ لها ستنتابه الحيرة من مدى دقة وصف ورسم المشاعر الأنثوية رغم أن الكاتب رجل، رواية درست وناقشت وخاضت وحاكت مشاعر الأنثى بمنتهى منتهى الإتقان والإجادة و سيجد الآتين بعده من الكتاب صعوبة في الخروج بعمل متقن يكاد يداني كاتيوشا.

وبدوري أسأل الكاتب سؤالا خبيثا، كم من النساء ناقشت و جادلت لتخرج لنا تلك الأيقونة ومن المؤكد أيضا إنك تشاجرت، فلا توجد سيدة واحدة بداخلها كل تلك التناقضات فمشيرة هنا بكل النساء وكل التجارب ومعها صديقاتها بكل الحياة وما فيها من مشاكل.

أبدعت أستاذ وحيد.

👏👏👏

#كاتيوشا