أعرف كيف كنت تقفين مشدوهة أمام أهرامات الجيزة.. و المسلَّات.. و التماثيل الجرانيتية فائقة الدقة -هل تذكرين ذلك التمثال المُعجز لخفرع و حورس يحتضن رأسه من الخلف؟- و العلاقة المبهرة بين آثارها و الفلَك، لكنك ستجدين ما يثير حيرتك أيضًا عندما تفكرين في الحضارة الصينية القديمة.. أو الهندية.. أو حضارات أمريكا اللاتينية.. و بالطبع الحضارة الأخرى فائقة الإبداع.. العراقية.
لكن ما يَعنيني الآن هو هذا الوادي شديد القدم.. بيتي.. و تاريخي.. و بلادي.. وادي النيل.
يخبرنا الكاتب بالأسماء التي سُميت بها مصر علي مدار عصور مختلفه ، حتي وصلت إلي اسم ايجبتوس الذي اشتق منه الاسم الحالي إيچيبت.
و قد أطلق الإغريق اسم «آيجيبتوس» على النيل و أرض النيل أولا، ثم أصبحت تعبر عن كامل مصر.
في بداية حديثه عن إنسان الكهف تحدث الكاتب في مقدمة مهمه عن أن التاريخ لا يمكن أن يُفسر علي حسب الهوي أو الاساطير والحكايات وأنه حتي الدين لا يمكن أن يكون مرجعاً تاريخياً واستدعاء الدين قد يضر بالتاريخ والدين معاً.
وقد أوجد فيما بعد تفسيراً منطقياً جداً لهذه الجُزئيه وشرحها شرحاً وافياً.
ثم يبدأ الكاتب في تفكيك مصطلحات " ما قبل التأريخ" وما معني التأريخ ومتي ظهرت أول نصوص تصويرية وإلي أي حضارة كانت تنتمي ؟ وهو موضوع خلافي يذكر الكاتب فيه أكثر من رأي.
ويرجح الكاتب وجود حضارات وتكوينات حضارية قبل عصر الكتابة ، ولكن توثيق هذه الحضارات يكون صعباً جداً وأكثر غموضاً.
كما وضح مراحل تطور الإنسان وما قبل ظهور الحضارة الفرعونية والتأريخ. تتبع الحضارات عن طريق رسومات الكهوف وكيفية معرفة الفترة الزمنية التي ترجع لها ومحاولة فهم ما ترمز إليه رسومات الكهوف حيث لم يكن هناك وقتها لا تدوين ولا تأريخ ولا لغة للكتابة.
⭐⭐⭐⭐.
الكتاب ممتع وغير ممل وطريقة السرد جميلة وغير معقدة ، أكملت الكتاب رغم عدم تفضيلي للقراءه عن التاريخ القديم واستمتعت بالمعلومات والشروحات والتوضيحات المصورة.
في انتظار الجزء الثاني 💙.