أن تكتشف يوم احتراق ما كان يوما ملاذك أن كل ما كنت تدركه من ثوابت هو محض كذب، فلا الخالة خالة ولا اللقيط لقيطا ولا حتى المكان بيتك الوحيد وأن الحياة قبل أن تكون فيها حفلت بما لم يخطر لك على بال وأنك كنت نواة لعشق كان بين عبدة سوداء و رجل أبيض، حارب قصتهما القاصي والداني ووقف من لا يعرفهما في وجههما لمجرد مؤازرة القريب الذي يرى في قصتهما حرمة تكسير العرف وثوابته.

أن تدفع نقودا فقط لترى وجهك في شقفة مرآه متآكلة لأول مرة في حياتك بينما أنت على أعتاب المراهقة فترى عيون لوزية مميزة لا تتأتى لمن كانت في الأصل من العبيد فتدرك اختلافك في قرارة نفسك وتخفيه عن الآخرين بينما يقين الله سيأتي بالحقيقة في يوم قريب وإن ابتعد.

أن يقتل الطفل جوعا وعطشا فقط لأنه عبد ابن عبده وعبد بكل أريحية بينما الكل لا يعلم أنه نتاج الحر والعبدة فما أن تعرف الحقيقة حتى يتفانى في الجميع في إنقاذ الذكر المنتظر الذي لم يأتِ من بنت الأحرار ولن يأتي بعد ذلك أبدا.

زرايب العبيد وما كان فيها من فقر وجوع وظلام وجفاف وآخيرا طاعون، هي صفحة سوداء طويت، ليس في ليبيا فقط ولكن في بلاد كثيرة اتشحت بالإسلام كخرقة بالية تستر عورة التشدد والتمييز والعصبية المظلمة، طويت بصورة بينما استمرت بصورٍ أخرى على مر الأزمان.

زرايب العبيد رواية مكثفة متقنة السرد عظيمة الابداع روت بكل شفافية ما كان بيننا في زمان ما وما كنا نراه على حقيقته حتى جاء من كشف المستور منه.

كل التحايا للمبدعة نجوى بن شتوان.

#زرايب_العبيد

#نجوى_بن_شتوان