#قراءات_٢٠٢٢

رواية لأجل تلك الليالى للكاتبة مي حمزة.

إصدار العُليا للنشر و التوزيع و دار الرسم بالكلمات.

لأجل تلك الليالي ... صورة لعقل المرأة الكامن فى جنبات قلبها.

رحلة جديدة و هذه المرة مع العمل الروائي الأول للكاتبة ، رحلة ربما تشعر من قصتها أنها ستكون رحلة عادية مع نجاة الطفلة المغتربة التى تقف على أعتاب المراهقة ، فالشابة الجميلة التي فقدت والديها واحدًا تلو الآخر قبل أن تدخل الجامعة ، فالمحبة التى تتزوج حبيبها ، ثم الزوجة المحبطة و الأم المضحية ..... هى رحلة طويلة لكنها ليست عادية أبداً فالبطل هنا ليس الحدث و إنما كيف ترى نجاة هذا الحدث ، رصد دقيق فى قمة الإنسانية و الرقة و العذوبة لمشاعر نجاة و رؤيتها لما يمر بحياتها من تقلباتٍ و أحداث ، نظرة بعيون الطفلة لأمها ، لمشاعر الفقد لخالها و الذى هو بمثابة حبيبها الأول ، نظرة لوطنها الذى عاشت فيه و لوطنها الأم الذى ستعود إليه ، للحب الأول ، للحبيب الذى اكتملت معه الحكاية ، لمشاعر الأمومة تلك الفطرة التى يفيض بها قلب الأنثى دون تدخل منها أو قدرة على إيقافها ، ثم للزوج كيف كان و كيف أرادت أن يكون.

رحلة مغزولة بسلاسة و براعة لا تخلو حياة أى أنثى إلا أن تتقاطع معها فى الكثير من المحطات ، رحلة بالتأكيد سنرى فيها أنفسنا أو جزء منها.

( جميعنا فى الملكوت بين الفقد و الحب كنا ، و سنظل إلى الأبد أرواحًا تبحث عن طرق نجاة و ورودًا فى قلوب أحبتنا محفوظين )

استمتعت كثيراً بالعمل المكتوب بلغة جميلة متقنة تفيض بالمشاعر ، فقط كنت أتمنى أن تكون النهاية أكثر إنصافًا لنجاة ، فإنحياز نجاة لنفسها و لو مرة واحدة هو بمثابة أمل لكل إمرأة أجادت فن التضحية بنفسها ثم أستفاقت على صفعة الحقيقة المؤلمة المتبوعة بالندم فى النهاية.

كل الامتنان و الحب للكاتبة على هذا العمل الإجتماعى الإنسانى الراقى الذى أرشحه بقوة لمحبى الأعمال التى تغوص فى أعماق النفس لتكشف ما لا ينطقه اللسان.

#لأجل_تلك_الليالي

#الكتاب_رقم_٧