#ريفيو_قصير
الرواية: خدعة الفلامنجو
اسم المؤلف: نهلة كرم
صدرت عن: الدار المصرية اللبنانية
عدد صفحاتها: قريب من ٨٦ صفحة على أبجد، متراوحة بين الخفة وده بسبب رسم الشخصيات والاستلهامات الملائمة للفكرة والعادية اللي فيها شوية ملل بسبب تكرار بعض الأحداث، أو الجمل الطويلة نسبيا، لكنها مجملا لطيفة.
_______________________________________________
الفكرة:
- جيدة في عرضها للعلاقات السامة وتأثير غريزة التملك والسطوة "الفكرة الأساسية" وده شوفت شبيه ليه في رواية إخضاع الك.لب لأستاذ أحمد الفخراني لكن الفرق هنا هو التركيز على الضحية أو الطرف الضعيف، وتم تقديمه بصورة جيدة جدا متماشية مع أزمة البذل والعطاء في المعاملات ومتمازجة معاها.
- الأفكار الفرعية جيدة جدا معضدة وشارحة للفكرة الأساسية، زي فن الخداع والمراوغة والغواية حتى في الأمور الحميمية، والخيال والعلاقات بين البعد والقرب، هدم الذات والحساسية المفرطة في التعامل، وزي برده نظرة على السلوك التربوي وأثره على مدى بعيد، تعاطف الضحية وتبريرها، مقارنة بين الغرب والمجتمع الشرقي "وده كان عماد يقدر غير هين في الحبكة" إلى آخره من أفكار موظفة بمواقف مدعمة ليها ومرتبة بشكل جيد.
________________________________________________
الحبكة:
- منطقية في تتابعها لحد النهاية، استخدام المراسلات كان موفق في عرض وجهة النظر وادى مساحة للشخصية بالاسترسال الغير ممل.
- الخط الزمني كان مشوش على حساب وصف المكان، لكن بشكل غير مباشر بنشوفه بيتكلم عن حدث شبيه بالحر.ب الأهلية السورية، يمكن تبريره إن الفكرة أو تفاعل الشخصيات عمل فقاعة فصلتهم عن الواقع.
- الحوار في الأول كان مقدمة جيدة للأحداث، مهد لاستلهامات قوية من خلال عالم الحيوان، لكل نوع كان موضح لفكرة معينة، زي ذكر عسل النحل والشهوة، الانتقام البطيء مع الأفعى، والاستغلال مع طائر الواقواق، وده كان عامل جيد في جذب الانتباه.
- اختيار الوسط الأدبي كان لطيف في توظيفه وتوضيح علاقات الكتاب ببعضهم وضبطها مع الشخصيات الأساسية.
________________________________________________
الشخصيات:
- متفاعلة بطريقة قوية مثيرة لدرجة إنها وصلتني للاستفزاز والتحفز مع شخصية سامر، وده بسبب نقل صفاتها اللي متجهة ناحية البارانويا وجنون الارتياب، ده غير لازماته اللي نجحت في تشكيل ردود الفعل ناحيته، وكمان ضبط ثورته واستغلاله مع إحجامه وجبنه ومراوغته في الاتهام كان موفق جدا.
- الشخصية الضحية مكانش ليها اسم، وده كان مدخل قوي لتصوير الهامشية، ومع حساسيتها المفرطة وشعورها بعدم الاستحقاق كان محرك لتفاعلها مع ماضيها برده، بخلاف طبعا ترنحها المستمر بين البغض والتعاطف اللي بيوصل لحد التذلل، كان طبيعي بدون تكلف.
- الشخصيات الفرعية كانت مضبوطة بشكل جيد، زي شخصية عمر باعتباره الضمير وسلمى باعتبارها النفس من وجهة نظري.
- شخصية الأب والأم رغم قصر وجودهم إلا إنه عمل خلفية جيدة للضحية وصنعلها جزء من دوافعها.
_______________________________________________
اللغة والسرد والحوار:
- فصحى متخللة بكلمات باللهجة العامية والكلمات المعربة.
بعض الجمل كان مصطبغ بالعامية، وده كان شيء كويس لضبط واقعية النص
- فيه جمل كان فيها تطويل أو لغفنة في التركيب، لكنها مش مؤثرة لأن نسبتها قليلة
- السرد كان بلغة الراوي المتكلم، سهل في بدايته ومعروفة نهايته على طول الرسائل، متفاوتة في فقرات بين الطول والقصر حسب الفكرة
- الحوار في قالب السرد "بين علامات تنصيص" لكن واضح فيه الأصوات والانفعالات.