رواية: «عزرا ملك الموت»

الكاتبة: ريم جمعة

في روايةٍ أساسُها الطراز الاجتماعيّ الرفيع، تسرد لنا الكاتبة علاقاتٍ متضاربة لشخصياتٍ فريدة من نوعها. كما تعددت الألوان الأدبية على مدار المتن بين رومانسية وجريمة وربما شيئًا من الفانتازيا والرعب، مما خلق جوًّا تشويقيًا وإثارة متسلسلة للمتلقي. كما اتضحت رؤية الكاتبة ومغزاها الاجتماعيّ في آن والنفسيّ في آنٍ آخر، فضلًا عن تعرُّضها لقضيةٍ أظنها الأهم في عصرنا الحالي، ألا وهي ظلم الآباء -خصوصًا حديثي الزواج- لأبنائهم بالإهمال وانعدام المسؤولية، سواءً كان نتيجة عجزهم للدعم الماديّ أو المعنويّ، وإغفال أمورهم لبعد الزواج.

نبذة نقدية:

١- اللغة والسرد: اللغة جاءت مطبوعة صرفة مناسبة لكافة الأعمار، ومؤدية لأغراض الأحداث السريعة. أما السرد فقد خَلَا تقريبًا من الرواية وبدا مقتضبًا أكثر من المعتاد، إذ تجلى النص فقيرًا من النزعة البلاغية، كما انعدم من الوصف البيئيّ والحركيّ تقريبًا، اللهم إلا وصف دواخل الشخصيات وظواهرها، على الرغم من أن المتن جاء بأسلوب الرواي العليم.

٢- الحوار: في حين استجدى السرد، زخرَ الحوار في المتن بنسبٍ مُضاعفة وتركيزٍ عالٍ من الكاتبة. كما جاء واقعيًا معبرًا عن كل شخصية بتفرُّدها عن سواها، خصوصًا حوار عزرا الفلسفيّ مع الشخصيات الأخرى. فقد ساهمَ الحوار في تقدم الحبكة والصراع أكثر من السرد.

٣- الشخصيات: تعددت وجاءت فريدة وخادعة للمتلقِّي في الآونة الأولى. كلٌّ منها بسماتٍ مميزة وماضٍ مغاير وأدوار متناسبة. كما لعبت الأسماء دورًا مميزًا ومثيرًا لذهن المتلقِّي.

٤- الحبكة: كانت مناسبة نوعًا ما لأسلوب الرواي العليم. كما توالت الأحداث بمرونة وتنظيم خطَّته الكاتبة بذكاء واضح. فجاءت المشاهد مناسبة لقوالبها ولائقة في مواضعها، لكن في سرعةٍ بالغة وصادمة للمتلقِّي في الوقت نفسه.

وأخيرًا بما أنه العمل الأول للكاتبة، فهو بلا شكٍّ يُمهد لولادة نجمٍ جديد.

#ريفيو

#مراجعة

#عزر_ملك_الموت

#عمر_محمد