من الممكن أن نقول ان احدى ابطال الرواية هاهنا هو المكان "قصبة رضوان" هذا ان لم يكن هو البطل الأساسي بها وهو احدى حارات او ممرات القاهرة ويعرف حاليا بمنطقة الخيامية .. لا ارغب في إطالة الحديث عن المكان و عمن شيده و لكن يكفي القول عنه انه يضم مسجد محمود الكردي _ الذي كان احدى المساجد التي زارته بالفعل دينا السقا_ كما أن في أوله مسجد الصالح طلائع.
للاسف لا أعرف قصبة رضوان لأنني لست من قاطني محافظة القاهرة و لكنه مكان يستحق أن يوضع في خطة زيارتي التي لعلها تحدث يوما ما، خاصة لقربه من باب زويلة الذي اتوق لزيارته بسبب رواية اخرى ليس هنا مجال الحديث عنها.
من الممكن أن تقرا الرواية باكملها دون ان يقنعك سبب تسمية الرواية بهذا الاسم مثلما كان حالي امس و لكن فلتصبر عليها بعض الوقت وتتركها من بين يديك وترحل .. لتجدها تتسلل إلى اعماقك كمحلول حقنك أحدهم به في الوريد فبدل حالك إلى النقيض.
تبدأ الرواية بجولة بين المنازل القديمة و وصف لمنبر المسجد و المقام القابع فيه باسلوب رائع جعلني اتمنى لو كان بامكاني رؤيته بنفسي و لكني قرأت انه مزيج من المساجد التي زارتها دينا اثناء كتابة الرواية ، و يتبع ذلك موت أحدهم ثم تتوالى الاحداث و معها تتضاعف الأسئلة لتظهر كل إجابة في وقتها الخاص حتى ابيات الشعر المكتوبة في بداية كل فصل سنعثر على إجابة بشأنها في النهاية .. والتي للعلم بحثت عنها كثيرا ظنا مني انها رباعيات جاهين او الخيام.
رواية جريمة اجتماعية وانا أفضل هذا النوع من الروايات التي تجمع بين طياتها اكثر من نوع .. تتشابك فيها الخيوط بين حياة الصحفية ريم و حياة الضابط عصام .. فلكل منهم مآساته و ألامه ولعل هذا ما جعل قربهم أيسر.
"القصد ان ساعات ربنا بيزقنا لطريق، احنا مش عارفين داخلينه ليه، أو هنعمل بيه ايه، بس بنعرف الحكمة بعدين، وبمحمد ربنا"
واحدة من نقاط القوة التي تمتاز بها الرواية هو كم القضايا الاجتماعية التي ناقشتها او ضمتها رواية واحدة فحسب بين صفحاتها فمن اطفال الشوارع إلى تهديدات شبكة الإنترنت إلى تأثير التجارب التي يتعرض لها الاطفال في الصغر على تكوينهم حتى بعد النضج إلى نظرة الاطفال الهجلة نحو والديهم و الكثير من تلك القضايا التي لم تتوقف عن مفاجأتي بها اثناء القراءة ، واهمهم هي امتلاك المنازل دون وجود اوراق رسمية بل وتوريثها لباقي العائلة.
اسلوب كتابة الرواية سلس و بسيط لن يأخذ وقتا طويلا في القراءة فقد انهيتها على جلستين و لم اتمكن من اغماض جفناي قبل انتهائها برغم محاولتى، الا ان احداثها كانت أقوى من اى شئ و النتيجة اصبحت عدم ذهابي للعمل في اليوم التالي و لكني لست غاضبة نهائيا فقد انهيت الرواية وكفى.