لا أعلم إن كنت أنهيتيها أم هي التي أنهت علي!
لا صعوبة في الأمر لتكتشف أن كاتبة الرواية هي شاعرة، فريم نجمي هي شاعرة وكاتبة وإعلامية مغربية وحين أقول أنها شاعرة فأود أن أوضح أنها في تجربتها الروائية الأولى أفاضت نهرًا من المشاعر المضطربة والمختلطة بين الشخصيات الثلاث الرئيسية.
الرواية تعد من أدب الرسائل، قوامها من ثلاثون رسالة أفردت في خمسة فصول، حيث الرسائل المتبادلة بين عادل الراضي المغربي المولد الألماني الجنسية، الكاتب والدكتور الجامعي وزوجته الألمانية يوليا، ليخبرها بأن بعد خمس وعشرون عامًا من الزيجة حان وقت الانفصال!
وكذلك رسائل متبادلة بين عادل الراضي والطالبة السورية اللاجئة "جوري"
اشتملت الرسائل على إلقاء الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المُرسِلة والمُرسَل إليها وكأنه «سيفوز من ينجح في جعل الآخر مذنبا». كما قال ميلان كونديرا
ولأن ❞ المعرفة تساوي الألم. إن كشف مواطن الخلل جارح، لكنه ينقذنا من الاستمرار في خديعة أحدنا الآخر. تماما كما لو أننا نمشي في حديقة جميلة مُتشابكَي الأيدي لكن قدمينا داميتان بفعل الأشواك وشظايا الزجاج ❝
لذا لم يترك عادل بابًا مواربًا لكل محاولات يوليا في استعادته
لقد أحب عادل ما ميز يوليا لكن قد ضاق به الحال حين اعتاده، وهكذا بدأت أزمة منتصف العمر.
كان عادل ألمانيًا حين يرغب وعربي شرقي حين يود، ولازمه ذلك الصراع ما بين الشرق والغرب، كان يقرأ ما بين السطور لكن لم يلاحظ ما كُتب وخط بوضوح فوق السطور.
رواية ولا أروع، غير مناسبة لليافعين
من الاقتباسات التي استوقفتني بل ولمست قلبي:
❞ المرأة تبقى امرأة، القلب هو الذي يتغير. لقد كنتُ جميلة لأن قلبكَ كان يراني كذلك، أما وقلبكَ أعمى فإنك لم تعد تراني حتى. ❝
❞ إن الذاكرة مجموعة من السلاسل المعلقة في الدماغ والأحداث هي تلك الوصلات المترابطة فيما بينها. ❝
❞ من المؤسف أنه ليس للذاكرة زر إطفاء، الذاكرة آلة لا يُمكن إيقافها سوى بنزع الكابل من مقبس الضوء، وهو ما يعني نهايتنا. ❝
❞ «هناك بعض الأحلام التي لا ينبغي أن تتحقق. لأنها إن تحققت لا يبقى شيء نعيش من أجله، وتنتهي الحياة عمليا». ❝
❞ أصدق رسائل الحب هي التي نبدأها دون أن نعرف لما بدأناها وننهيها دون أن نعرف ما قلناه ❝
❞ لا أعرف نوع النظارات التي تلبسها، تلك النظارات القادرة على قراءة ما بين السطور بينما تعجز دائما عن قراءة الجمل المكتوبة بوضوح. ❝
❞ إحدى مشكلاتكَ الكبرى أنكَ تكون ألمانيًّا عندما تريد وعربيًّا عندما تريد، تختار الهوية التي تناسبكَ وكأنكَ تختار سترة مناسبة للطقس في ذلك اليوم. ❝
إن كان باستطاعتي كتابة ما لمسني حقًا فسأجد نفسي أقوم بنسخ صفحات الرواية!