هذه رواية جيدة، يقدّم حماد عليوة فيها نفسه بقوة، كروائي متمرس يمتلك أدواته، ويقدر على صياغة عالمه باقتدار،

ينتقل بنا إلى تاريخ حي الظاهر في القاهرة، من السبعينات وحتى أيامنا الحالية، ليرصد تاريخ عدد من العائلات المصرية يهودية وإسلامية ومسيحية،

ويتوقف بشكلٍ أكثر تفصيلاً على إليزابيث التي تعد بطلة العمل وكلبها أغسطس، ذلك العالم الذي حاولت التأقلم فيه طوال عمرها، فإذا به يطردها في النهاية،

ربما يذكر للرواية أنها لم تنشغل كثيرًا بدوافع الشخصيات وتغيراتها، بقدر ما انشغلت بالتعبير عن مواقفهم وأحوالهم بشكل صادق، وهو ما يجعلنا نتعرف على الشخصيات ونقف منها كلها على مسافة واحدة،

لاشك أن هناك تعليقات كثيرة وكلام كثير تحتاجه هذه الرواية للنقاش، وأخذ الآراء في طبيعة الشخصيات وأهمية وجودها في الرواية، والخلفيات والإشارات التاريخية التي انشغل الكاتب بها أحيانًا دون التركيز على شخصيات الرواية الأساسية .. ولكنها في النهاية رواية جيدة ومحكمة .. تجعلنا نتوقف طويلاً عند اسم حماد عليوة، وننتظر منه الكثير