“لن تستطيع أن تفرق بين الحقيقة والخيال في هذه الرواية”



المدهش في تلك الرواية العجيبة الداهشية أنه حتي النهاية لم أجد رابطة لكارهي سليم العشي

لكني أعلن من هنا انضمامي لرابطة محبي عنوان وغلاف رواية رابطة كارهي سليم العشي

واعتقد اننا كثيرين جدا، فهي سبب انضمام اغلبنا اصلا لرابطة قارئي الرواية



وأعلن أيضا انضمامي لرابطة كارهي نهاية رابطة كارهي سليم العشي واعتقد اننا كثيرين ايضا للأسباب التالية

أولا : الرواية بدأت بمقدمة غامضة ومثيرة ، وأستمتعت بفصلها الأول من السبعة حيث تعرف عن المزيد عن هذا الشخص الداهشي ومعتقداته من خلال احد المؤمنات برسالته

وكانت المفاجأة بالنسبة لي ان أجد سليم موسي العشي شخصية حقيقية بعد بحث بسيط علي الانترنت كي لا احرق لنفسي الأحداث



ثم توالت الفصول السبع، كل فصل بشخصية حقيقية تروي شهادتها عن معجزات ورحلة الدكتور داهش واضطهاده ودحض للشائعات المغرضة التي أثيرت حوله

هذه الاجزاء الوثائقية كانت جيدة ولكنها تكرارية وجافة في بعض أجزاءها ، ان يكون السبع فصول من مريدي سليم العشي هذا جعل الأمر كانها دعوة داهشية اخري... ربما إن كانت هناك فصول لرأي مخالف لكان الامر يستحق الخمس نجوم كاملة.. فلا تنس أن الرواية، بحق الله، اسمها رابطة (((كارهي))) سليم العشي، فأين هم اعضاء تلك الرابطة

ثانيا : يأتي بعد كل فصل تعقيب المؤلف وهي الأجزاء الاكثر إمتاعا لي...حيث تتابع رحلة المؤلف في لبنان وزياراته العجيبة لبيت الدكتور داهش

(مرفق صورة حقيقية لبيت داهش والتي شاهدتها بعد الانتهاء من الرواية والعجيب أنها تماما كما تخيلت بتصوير المؤلف)



الاكثر امتاعا هو ربط المؤلف الذكي بطريقة نظريات المؤامرة بين الدعوة الداهشية وروايات وقصص لتوفيق الحكيم، يوسف السباعي، وعمنا نجيب محفوظ، وحتي يوسف ادريس وغيرهم كثيرين من ادباء ورجال دين تتناول امورا مرتبطة بالمعتقدات العجيبة لداهش ودعوته وذلك في بنفس توقيت ظهور دعوته وانتشارها في لبنان وتتوافق مع زياراته لمصر

الجميل بهذا الجزء هو انني اعجبت باغلب مقتطفات قصص نجيب والحكيم وغيرها من الاشارات خاصا وأني احببت قديما رواية "نائب عزرائيل" المذكورة هنا



بعض الروابط التي ربطها المؤلف مقنعة وبعضها ليس بدرجة كافية ولكن تظل الفكرة مثيرة ومجهود ممتاز من المؤلف لتجميع وربط كل هذا بالتواريخ، مع مبادئ لطالما أثارت مخيلتي، التقمص او التناسخ والحيوات في عوالم اخري والاشباه

“الإنسان يتكرر مجيئه إلى الأرض كي يتخلص من أوزاره، من خلال تقمص شخصية أخري ممكن لأي بشري أن يحسن سلوكه في خلال دوراته الحياتية و تكرار ذهابه وإيابه”

ولكن تأتي مشكلة والتي انتقصت نجمة في تقييمي هي النهاية.. طوال الأحداث هناك أسئلة كثيرة تدور في عقل المؤلف ويحكي عنها... اين ذهبت اخته، ماذا حدث في العراق، والأهم ماذا حوت زيارات مصر؟

بل وقد حبست أنفاسي عندما بدأ يظهر رأي مخالف مثلما سأل السيدة العجوز في الشارع الذي به بيت سليم العشي وخبرته أن البيت ملعون...التصميم العجيب للبيت وظهور براكس

لكن تأتي نهاية متسرعة مبتورة مع قصة حب مراهقة بعض الشئ

-يمكن تبريرها بالتقمص-

ولم تجيب النهاية عن أي سؤال طرحه المؤلف... لم تقدم نهايات لخيوط كثيرة في الحبكة الدرامية لرحلة المؤلف نفسه والتي كانت أساس ان تتابع الحكاية دراميا



أخيرا : أتفقت مع بعض افكار سليم العشي او اختلفت...فإن بعضا من افكاره يعتبر حقيقيا

“حقا إن الأرض قد أتخمت بالشرور، وكل من يحيا عليها أصبحت المادة ربه، والمال معبوده، دون الله، فيا ليت الخالق يدمر أرضنا اللعينة التي أصبحت غارقة في أفظع الشرور”

ربما بسبب ان الكتاب كله تقريبا من وجهة نظر رابطة محبي سليم العشي، ذكرني قليلا بدعاية دان براون للماسونية في الرمز المفقود

ولكني فعلا انجذبت لفكرة الرواية وبعض افكارها..وتذكرت إعلانات الروحانيين الكثيرة في مجلات الثمانينات اللبنانية مثل الألوسي وغيره

“وحتى الرجال الذين كانوا موضع الأمل في اعزاز جانب الروح، وهم رجال الدين أصبحوا -كذلك- رجال سلطة”

واتمني ان يكون هناك تتمة لتلك القصة وما حدث للمؤلف بعد تلك النهاية في الرواية التالية، البوستة الخديوية، التي أعلن عنها المؤلف في المقدمة عن روحاني اخر ...وفي انتظارها علي احر من الجمر

محمد العربي

من ١٥ يناير ٢٠٢٢

الي ٢٠ يناير ٢٠٢٢