الروليت الروسى ... إلى أى مدى نعرف الناس حقًا؟
تأخذنا الرحلة هذه المرة لحادث عنيف و غامض ففى السابع من سبتمبر عام 2008 اجتمع تسعة شباب فى منزل سيريل بجنوب شرق البرازيل ، و ذلك من أجل لعب اللعبة المعروفة بإسم الروليت الروسى ، حيث يتم إدخال رصاصة واحدة بشكل عشوائي فى إحدى فتحات خزينة المسدس ثم يتم إغلاق الخزينة و لفها. و يقف المشاركون فى اللعبة فى دائرة ليطلق كل واحد صوب رأسه دون أن يعلم ... لتنتهى اللعبة بموت الجميع أو بمعنى أصح انتحارهم.
( إن الشعور بتصويب فوهة المسدس نحو رأسك أمر سحرى .... ذلك الشعور بأنه يمكنك إنهاء كل شئ ، فى تلك اللحظة ، فى غمضة عين. )
( من الغريب أن نفكر أن مع نهاية الجولة ، سيموت شخص ما. لأن الاسوأ ؛ أنه بحلول الليل سيموت الجميع. بما فيهم أنا.)
بعد مرور حوالى عام على الحادث تجتمع الشرطية ديانا بأمهات الضحايا من جديد ؛ لإعادة تحليل أحداث الجريمة و ذلك بعدما عُثر على دفتر فى مكان الحادث كتبه أحد المشاركين باللعبة ، بدأ كتابته و هم فى طريقهم لمنزل سيريل و سرد فيه كل أحداث الروليت الروسي فى نفس وقتها الحقيقى تقريباً. إضافة إلى مذكرات نفس الصبى و التى وُجدت فى منزله بعد أيام من الحادث.
( القلم يخط فى الورقة مرارًا و تكرارًا. دون سهو أو تدخلات و بكل التفاصيل. لا يمكننى تغيير أى شئ. أنا هنا لأروى الحقيقة القذرة لهذا القبو.)
تبدأ الشرطية بسرد ما كُتب لتتوالى المفاجأت و الصدمات ، نعرف ما حدث فى المنزل تفصيليًا... لتكون الأحداث فى كثير من الأحيان بشعة و عنيفة لأقصى مدى.
فما دوافع هؤلاء الشباب لتلك اللعبة؟ من منهم اقترحها؟ و كيف خططوا لها؟ ما سر اختيار قبو منزل سيريل مكانًا لذلك؟ و من سبق الآخر للموت؟ ما مدى معرفتنا بأصدقائنا؟ و هل حقًا كان الأمهات يعرفن أبناءهم؟
لتأتى النهاية بمفاجأة بعيدة تماماً عن خيال القارئ و غير متوقعة.
القصة مكتوبة ببراعة و الحبكة متقنة ، ترتيب الأحداث يحمل الكثير من التشويق و الإثارة ، يعيبها فقط بعض المشاهد العنيفة و الفجة بالإضافة إلى تناول بعض الأمور الغير مناسبة لصغار السن (يناسب الرواية تصنيف +18)
عمل مشوق يحبس الأنفاس على طريقة السينما الأمريكية... استمتعت بقراءته على تطبيق أبجد