لطالما أردتُ قراءة مُغامرات "أرسين لوبين" حتى قبل أن يصدر المُسلسل المُقبتس من قصص "موريس لوبلان"، سمعت الكثير عن ظرافة ودهاء "أرسين لوبين" فهل كان ذلك صحيحاً بعد قراءة هذا الكتاب؟

بكل تأكيد صحيح.. "أرسين لوبين" اللص الذكي النبيل، الذي فقط يسرق من الأغنياء، وفي أغلب الأوقات يوزع ما سرقه على الفقراء أو من يستحق، أو حتى يقوم بإرجاع الحقوق للآخرين.. لديه العديد من المبادئ التي ساعدته فيها نشأته الصعبة، والتي وضحت في أحدى القصص، وكيف أنه وعلى الرغم من صغر سنه، ولكنه كان يتسم بالذكاء الخارق أيضاً.

في 9 قصص من عالم"أرسين لوبين"، العالم المليء بالقصور واللوحات الفنية والتُحف الثمينة، يستعرض فيها "لوبين" ذكاءه ودهاءه ليسرق أصعب القصور حراسة، ويهرب من السجن وقتما يُريد، ويتنكر في صورة أي شخص يُريده.. فـ"لوبين" قد عمل مع طبيب ومن خلال عمله عرف وتعلم كيف يُغير شكله، كيف يتلاعب بالكيمياء في جسده ليكون الناتج شخصاً آخر، مُلخصاً.. أرسين لوبين قد تعلم كُل ما يجعله يمتلك الذكاء والدهاء ليسرق أي قصر مهما كانت الصعوبات، وأن ينتكر في صورة أي شخص يُريد. بالإضافة إلى ذلك، هو يمتلك ظرافة نادرة فعلاً، لا يقوم بإلقاء النُكات، ولكنه سيجعلك تبتسم بكل تأكيد من طريقة كلامه وحواراته.

طوال القصص، كنت أتمنى أن يوجد شخص يُمكن أن يكون كمنافس لـ"لوبين"، سواء لص آخر لا يملك مبادئ، أو مُحقق ذكي للغاية.. وتصوروا أن ذلك قد حدث وتصوروا من كان المُحقق؟ كان "شيرلوك هولمز" بشحمه ولحمه، بقبعته المُثيرة للسخرية ومعطفه الطويل، وطبعه الإنجليزي البارد والحانق على كُل شيء. وعلى الرغم أن المواجهة بينهم لم تكن إلا مسألة جس نبض، ولكن أعتقد أنهم سيتقابلا كثيراً في القصص القادمة.

ختاماً..

استمتعت بالقصص لأقصى حد، ضحكت وابتسمت في مواضع، وأعجبت بذكاء ودهاء حل القضايا أو السرقات في مواضع أخرى، أتمنى أن يستمر هذا المشروع اللطيف، وأن يتم ترجمة باقي أعمال "موريس لوبلان" لـ"أرسين لوبين" مع ترجمة "باسم صابر ميخائيل" الرائعة.

سأنتظر القصص القادمة على أحر من الجمر.

يُنصح بها.