ياسمين العودة

ل د. خولة حمدي

غلاف الرواية أزرق اللون وفي صورة أخرى أخضر ولعله اختلاف طبعات..

في منتصف الرواية مفتاح ذهبي مع اسم الرواية ، لنتذكر مفاتيح بيوت أندلسية وفلسطينية وربما غيرهما، أجبر أصحابهم على الرحيل، فهجروها وحملوا معهم تلك المفاتيح حتى عودة..

تهدي الكاتبة روايتها إلى مفاتيح صدئت بعيدًا عن أبوابها، متمنية اجتماع كل مفتاح بقفله، ولو بعد حين..

ثم ندخل إلى الرواية، حيث عنوان رئيسي:

باريس، إبريل ٢٠٠٨

مطعم في ناطحة سحاب فرنسية تجلس فيه ياسمين الشابة التونسية لتأكل وجبة عربية حلال، هي تعد رسالة الدكتوراة الخاصة بها وكذلك ترتب لحفل زفافها من هيثم، حفل طال انتظاره كي تتعرف عليه فيكفيها أنها من أسرة مفككة..

مع الدخول إلى الرواية نكتشف خيوط وشخصيات تواجدت في رواية سابقة للأديية:"غربة الياسمين"

ياسمين ورنيم وعمر..

تعود رنيم بعد لقائها الصادم في المطعم مع عمر إلى الذكريات وكيف هجرت عمر فجأة وهي محاميته عائدة إلى مصر وهو سجين قضية تفجير إرهابية وكل ذنبه أنه عربي ومسلم تواجد في المعمل الذي أنفجر، وسجن رغم براءته ورغم شدة إصابته من جراء الانفجار..

تتوالى الأحداث بين ياسمين وهيثم ورنيم وعمر وشخصيات أخرى في الرواية فنجد سكينة السورية بأزمتها الحزينة في فرنسا، وديانا المقعدة ومشكلتها، ومقدمة البرامج الشهيرة ماتيلد، ورانيا أخت رنيم، وغيرهم من شخصيات وأحداث كثيرة تتداخل لتخرج لنا في صورة رواية جميلة..

وما أجمل كلمات آية الفلسطينية حينما تعرف عليها عمر كعروس محتملة وتحدث معها عن ندوبه فقالت له أنها مبتلاة بانتمائها لوطن أسير، وهو حمل ثقيل لا يتحمله معظم الرجال"..

آية التي تحمل مفتاح بيت جدها وتحلم بالعودة..

في فرنسا بلد الحريات يؤخذ الأبناء من أمهم بحجة الإهمال، تضطهد الشابة ياسمين المحجبة رغم دراستها عن حماية حياة الآخرين وإنقاذهم من اليأس..

وفي ايطاليا تتهم هي وزوجها من قبل رجل فرنسي بأنهما إرهابييت لمجرد أنها ترتدي الحجاب..

وعمر الذي ظلم قبلًا تقفل الجهات الرسمية في وجهه أمام طلبه لإنشاء مختبر خاص به فينصحه بروفيسور بطلب الجنسية الفرنسية وتغيير إسمه كي تفتح له أبواب النجاحات..

من تهمة أرهابي ثم براءته منها تمضى خطى د. عمر إلى مجاهدين من فلسطين في بروكسل، ترى هل سيتورط ثانية في أمر كهذا لمجرد اختبار همته من قبل خطيبته و خالها؟! أم سيؤمن بقضية تهم المسلمين كافة؟! أم سيكتفي بمعاناته الأولى؟!

أجادت الأديبة وصف مشروعات عمر العلمية المختلفة، كالبرمجة واختراع البطاريات وغيرهما، وهو أمر يحسب لها حيث تمكنت من شرح وتبسيط أشياء علمية كثيرة تعد معلومات معرفية هامة عامة حتى لو لم يستفيد منها القارىء..

أعجبني كثيرًا جمع النساء رغم تفاوت أعمارهن في شقة رقم تألمن سويًا وفرحن ورقصن سويًا حتى أنهم وقعوا ميثاق بينهم بعنوان:

ميثاق شقة ٤٠٤..

تمضي الرواية من مأزق إلى مخرج ومن أزمة إلى فرج فنتأرجح مع شخصياتها بين يئس وأمل وحزن وفرح حتى نصل إلى النهاية..

شكرًا للمبدعة د.خولة على هذا العمل الجميل، وفي انتظار كل جديد لك ..

#نو_ها