بدأ تابوكي روايته باقتباسين:

" من يشهد على الشاهد"

"من المستحيل أن نكذّب الموتى"

بطلنا تريستانوا على فراش الموت يعتقد أنه سيموت في نهاية آب ولن يشهد أيلول ابدأ، ولنه لا يريد أن يموت دون أن يتكلم، دون أن يوضح للعالم أن البطل لم يكن بطلا، فطلب من أحد الكتاب الذين كتبوا رواية عن بطولته على لسانه رغم أنه لم يعرفه ولكنه سمع عما حققه في الحرب، طلب منه أن يأتي ويستمع لقصة تريستانوا الحقيقية ويستجلها.

كيف يمكن لرجل في السبعين على فراش الموت تنهش الغرغرينا جسده ويحقن جسده بكميات من المورفين أن يحافظ على خيط تسلسل واحد يكمل به قصة حياته، لا يمكن أبدا لهذا أن يكون، ولذلك يتركك تابوكي مع هلوسات فيها الكثير من الحقيقة والقليل من الخيال ولكنها لا تحتوي على منطق مالم تقرأ جيدا ما يقول تريستانو.

إن كنت تمل بسرعة وتكره الألغاز لا تقرأ هذه الرواية لأنك ستكرهها وستلعن تريستانو مئة مرة.

وأن كنت تحب أن تقرأ هلوسات ميت وبعثرات الكلمات اقرأها وبقوة، وسترى كيف أن الحقائق الكثيرة والكم العظيمة قد تأتينا على شكل هلوسات ميت.

كيف أصبحت التكنولوجيا الاله الذي يعبده الكثيرون دون وعي، والأقمار الاصطناعية تضيق بالسماء وتقول " لا تفكروا أيها الناس! تذكروا أن تكفوا عن التفكير! فالتفكير مرهق ولا طائل من ورائه".

كيف تذهب للحرب لتنقذ بلدك لتجد أنك تمهد الطريق لديكتاتور سيحطم بلدك، وحتى حين يخسر الدكتاتور الأول فويلات الحرب ستمهد الطريق لدكتاتور آخر يأتي ليحطم بلدك أيضا.

كيف للدول الكبيرة أن تنصب نفسها ميزان للعدل فتحمل مشعلا بيد وقنابل ذرية بالأخرى.

والكثير من الأفكار من حياة تريستانو فالحياة كما قال تريستانو " الحياة تصبح حسية أكثر عندما تكتب بحب اسود على الورق الأبيض، وهذه حقيقة مطلقة."

#Aseel_Reviews