سلاحف إلى ما لا نهاية
للكاتب الأمريكي جون غرين
عدد صفحات الرواية 307 عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر
هل تخيلت يوما أنك أنت لست أنت؟ هل تخيلت أن تكون مجرد مضيف لمجموعة من البكتيريا التي تتكاثر وتنتقل وتتعايش في جسدك؟
أن تكون جزء من دائرة حياة تطفلية لا تقوى على محاربتها وقد تقتلك هذه المتطفلات يوماً ما إن أنت لم تحاول حصرها وعدم تركها لتتكاثر؟ في النهاية هي حياتنا قصة تسرد عنا أم هي قصة نسردها نحن؟
هل يمكن أن يخيفنا أي تعامل مع الناس أو الأشياء خوفاً من انتقال بكتيريا قوية تحفز الآلاف التي نمتلكها لتغزونا؟ حيث أن 50% من أجسادنا تتكون من ميكروبات.
وكيف يمكن لنا أن نتعالج من هذا القلق المفرط إن كانت لدينا قناعة عالية بأن استخدام أي دواء ليخفف من أعراض القلق سيجعلنا أشخاص آخرون سيمحو قدرتنا على التفكير الحر، سيتحكم بما نفكر لأنه سيزيل كم من الأفكار القلقة التي تجعلنا في النهاية نحن.
هذه الأفكار هي جزء بسيط من الأفكار التي تتحكم بمشاعر الشابة إزا هولمز.
يعرض لنا الكاتب معاناة من يمتلكون مرض الوسواس القهري وكيف يتعايشون مع أيامهم القاسية والتي لا يرى العالم منها إلا أنهم أناس مضجرين و أكثر ما يتقنونه هو إفساد اليوم.
هل يمكن أن نعيش داخل أفكارنا ومشاعرنا لدرجة كبيرة دون وعي؟ هل يمكن أن نكتشف بالنهاية أن من حولنا فعلا عانوا منّا ورغم ذلك تمسكوا بنا ولم نقدّر هذا التمسك؟
ومن ناحية أخرى تعرفنا على بطلين آخرين كل منهم يعاني بطريقة ما يمكن أن يعانيه أي مراهق آخر، فتى غني جدا يختفي والده بعد اتهامه بالفساد، وفتاه مهووسة بأفلام الستار وور تدير مدونة يتابعها الآلاف ورغم حياتها السيئة دائما متفائلة بأنها ستكون شخصاً مهماً بالمستقبل.
في النهاية أعجبتني الرواية رغم انها ليست رواية بوليسية ولا رواية حب ولا رواية تحقيقات هي رواية تصف مشاعر مختلفة مشاعر متضاربة بين العدم والسواد والذعر والذعر والكثير من الذعر.
قد يجدها من لا يهتم بالجانب النفسي من الرواية مملة وسيئة التركيب لكن لمن يحب القصص التي تروي تلك الأفكار الداخلية للإنسان سيحبها فعلاً.
#Aseel_Reviews