في رواية س ع نحنُ أمام كمٍّ هائلٍ من مشاعر الغضب والتعب والغصّة، حب ووفاء وخذلان يهدّ الجبال، لكن الإصرار والتحدي الذي يبقى في خزينة بطل الرواية حتى آخر سطر وكلمة فيها يبرهن لنا أن الظروف القاهرة والأيام الثقيلة التي مرّت على البطل وشعبه تصنع رجالاً بحق.

كان على بطل الرواية أن ينجح في أدوارٍ عدّة حتى يكون جسراً لخلاص شعبه،رغم وجعه الشخصي وآلامه التي تُمزّق القارئ، ظلّ الكاتب محتفظاً بصورة بطله كبطل حقيقي، مغوار قادم من أساطير الفرسان، حاملاً على عاتقهِ مهمة تخليص أبناء جَلدَته من كلّ ظلم وقهر وفساد.

رواية رومانسية استخباراتية حملت في طياتها روح الدراما، فالرموز التي تضمنتها والأمكنة وأسماء الشخصيات ساعدت على رسم بيئة روائية خلقت شريطاً متسلسلاً من الأحداث بصورة سلسة.

انتقدَ الكاتب بعض أوجاع المجتمع من رشوة وفساد ومحسوبيات وتفاوت طبقي قاهر، تحدّث عن الغصّة التي تصيبنا عندَ دعم الغريب لنا وغدر القريب بِنا، وصوّر لنا كيف أن الأصيل وإن هدّت الحياة كاهلهُ سيبقى الأصيل الذي لايخون عهداً ولايكسر قلباً أعطاه الأمان ولايدخل في علاقات تحطُّ من قدره واحترامه لذاته العزيزة.

ولم ينسَ الكاتب حثّ الجيل على الابتعاد عمّا يشوّه الفكر والفضيلة في المجتمع.

جاءت الرواية في غلاف مميز حمل نقوشاً سومرية وكلدانية تؤكد عشق الكاتب لبلده وحضارته واعتزازه بالانتماء اليه.