" معضلة الذكريات التي لم يقدر على حلها أحد ... أن يكون مصدر سعادتنا ذات يوم هو نفسه مصدر ألمنا فيما بعد "

لو عرفت ان هنالك عقاراً انتج بامكانه مسح جزء من ذكرياتك ، هل ستتناوله ؟! وما هو ذلك الجزء الذي ستجاهد ان يتم مسحه أولاً ؟!

سأخبرك بأمر واحد جيد والاخر سيء ..

الامر الجيد ان هذا العقار موجود ( على شكل فيروس ينتشر بالهواء ) فيقوم بمسح الذكريات ..

والامر السئ انك لن تتمكن من مسح جزء واحد فقط ! بل ستمسح جميع ذكرياتك ...

لحظة لحظة .. هذا الفيروس لم يتم انتاجه في الحقيقة بعد ! لكنه انتج وتم اختباره جيداً في رواية " الاسيف "

التي تقرأ انت الان مراجعتها 

الأسيف ( تعني رقيق القلب وكثير الدمع ) هذا هو أمجد بطل روايتنا وله من اسمه نصيب فكانت بذرته هي المجد الذي أعيد للبلاد بعد سلبها .. وكان له من اسم روايته أيضاً نصيب حيث اختار الأسف والدمع والألم قبل أن يختار بنفسه النسيان .. النسيان الأبدي الذي لا رجعة عنه ..!

الرواية تصنف ضمن الخيال العلمي ، فكرتها ليست جديدة بما أن طبعتها الاولى كانت في 2019 ، في الحقيقة لقد قرأت وشاهدت الكثير من القصص المشابهة ..

فكرة الرواية مرتبطة بالذاكرة بشكل سطحي لكن العمق المرجو هو طرح فكرة المدينة الفاضلة واختيار مجموعة من الاطباء والاشخاص اطلقوا على انفسهم اسم " قراصنة العقول " الذين سمحت لهم غطرستهم وسيطرتهم ونفوذهم بالتحكم بالبلاد لدرجة ان يسلبوا شعبها ذاكرتهم وتاريخهم ليزرعوا في المقابل ذكريات جديدة موجهة بالافكار التي يريدون ترويجها لتغذية اموالهم وشركاتهم ! .

فيعيش الناس سعداء بمثالية تامة بلا ذكريات ولا تاريخ يعيشون يومهم فقط ..

الى ان تظهر جماعة تسمى " الخالدين " الذين قاموا باكتشاف لقاح مضاد للفيروس امكنهم من اكتشاف المؤامرة .وتنظيم تجمع ونظام سري يخطط لمكافحة " قراصنة العقول " ومحاولة ارجاع الذاكرة للبلاد واهلها .

رغم تكرار الفكرة لكن هذا لا ينفي قوة اسلوب ياسمين قنديل وتفردها في الطرح والاسلوب واقتران البلاغة وقوة اللغة في حوارات رواية تتسم بصفة علمية أمتعني جداً وراق لي كثيراً ولم أعهده سابقاً ..

تقييمي ..اربع نجمات مضاءة مقابل نجمة واحدة مطفأة ربما كان تكرار الفكرة هو السبب الوحيد في عدم اضاءة النجمة الخامسة .

أمل سلامة 27/4/2020