بمنتهى الصراحة.... قفزة نوعية بين مسيا و فوجا!
لم اقرأ ما جاء في المنتصف... بل قرات اول عمل (فوجا) واخر عمل (مسيا)... والفرق شااااااااسع!
اعجبني بشدة كمية الخلفية المعرفية التي عمل الكاتب على تحصيلها من اجل الدخول في عمل كهذا... احترمت وجود مراجع علمية في نهاية الكتاب بشكل لا يوصف... احببت كثيراً الاستعانة بفرق عمل في البلدان التي حصلت فيها الاحداث... تسلسل الاحداث كان سلساً بشكل كبير...
لا شك ان هناك مآخذ بسييييطة جداً على الرواية ساسردها لانني متاكدة ان الكاتب انسان جاد ويرى نفسه كمشروع كاتب ناجح وبالتالي سياخذها بعين الاعتبار:
- المبالغة في وصف العلاقة الحميمية بين ادهم وليلي بالتركيز على تجوال ليلى في المنزل عارية او شبه عارية... ادرك ان باحثة تاريخية لن يكون هذا اسلوبها ولكن ارتباطها برجل لا يرى في النساء الا مفاتنهن سيضطرها لذلك... لكنني شعرت بمحاولة الكاتب للفت نظرنا لهذه الحقيقة... يعني نحن لم ندركها بسلاسة وانما كانما كان الكاتب يقف صامتاً خلف النص ويلوح لنا بيده ويشير الى الفكرة لنراها
- بعض التراكيب اللغوية لم تكن عفوية، وظهر فيها مجهود الكاتب في محاولة تنسيقها (وربما افلتت منه افضل الصيغ للتنسيق) فراينا، كما يعبر عن ذلك يحيى حقي، عرق الكاتب بين السطور وشعرنا به يلهث متعباً
- اعاد الكاتب خطأه في فوجا حين انهار وشرح المجازات التي وضع شخصيات الرواية فيها، فكما انبرى في فوجا يشرح عن مفهوم الفوجا ويحاول ان يقنعنا بان كل شخوصه مارست نوعاً رمزياً من الفوجا، وجدته هنا ايضاً لا يقاوم الاسترسال في شرح وجوه الشبه الرمزية بين ادهم وباقي الشخوص التي ماتت بسببه. هكذا شروحات من الاجمل ان تترك لاستبطان القارئ.
ارى ان الكتاب يستحق ثلاث نجمات ونصف، لكنني ساسقط النصف واعتبرها ثلاثة، لانني على ثقة من ان الكاتب سياتينا بالجديد، واريد ان اترك من النجمات ما يسمح لي بتسجيل رؤيتي لتقدم الكاتب :-)
بالتوفيق استاذ عمرو!