اللوح الأزرق > مراجعات رواية اللوح الأزرق > مراجعة الجغرافي عبد المجيد

اللوح الأزرق - جيلبرت سينويه, آدم فتحي
أبلغوني عند توفره

اللوح الأزرق

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4
أبلغوني عند توفره
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
3

يا لها من رواية و يا لها من رحلة... في الأندلس زمن محاكم التفتيش، تصادف أن اجتمع ثلاثة علماء من الديانات السماوية الثلاثة؛ عزرا الحبر اليهودي المسن و ابن سراج الشيخ المسلم الكهل و رفائيل الراهب المسيحي الشاب في رحلة للبحث عن رق مقدس هو (اللوح الأزرق) فيه الجواب النهائي اليقيني عن الحقيقة المطلقة... جمعهم لهذه المهمة صديقهم المشترك ابن برول قبل أن يحترق بينران محاكم التفتيش بتهمة الهرطقة... تاركا لهم خريطة من الألغاز قائمة على دلالات مستمدة من الديانات الثلاثة... و هكذا راحوا يخوضون غمار تلك المغامرة المعرفية المشوقة المحفوفة بالمخاطر و المفاجآت قاطعين أراضي اسبانيا طولا و عرضا و هم يتبادلون المعلومات لفك الشيفرة من خلال علوم كل منهم بدينه... و القارئ يركض وراءهم محبوس الأنفاس ليلحقهم

الرواية مشوقة لأبعد حد، بحيث لا تستطيع افلاتها بمجرد امساكك بها، ففي كل ركن مفاجأة و معلومة جديدة... فضلا عن جو الاحترام و الحب الذي لف الرواية و شخوصها رغم خلافاتهم و عنادهم و مشاكساتهم فيما بينهم... هذا الجو الذي بدا لي ينبع ممن يربض وراءهم و يحركهم ألا و هو الراوي سينويه...

من النادر أن يقرأ المرء رواية غربية تجمع ثلاثة علماء من ديانات مختلفة تشعرك بمثل هذه الراحة و الروح الطيبة من دون ذاك التحامل البغيض و النظرة الاستشراقية المحقرّة... بحيث حتى لو أنك لم تتفق مع سينويه تماما في رؤياه للأمور إلا أنك لا تستطيع إلا أن تكن الإعجاب لتلك الروح التي كتب بها... في البداية لم يكن تآلف الثلاثة مع بعضهم سهلا و عدم الثقة هو المسيطر عليهم.

بدت لي فكرة وجود مثل هذا اللوح مدغدغة لكل محب للمعرفة... إذ ماذا لو وجد بين ظهرانينا كتاب يشبع نهمة أي سؤال و يرضيها للحد الذي لا يلوح أي سؤال بعده... و لكن أولو وجد شيء كهذا و انتفت الحاجة للسؤال أفلن ينتفي حينها المعنى من إعمال العقل و بذل الجهد و الاجتهاد في سبيل الوصول للحقيقة و الجواب... ألن ينتفي المعنى من التعلم و سيركن الناس إليه و لن يبذلوا الجهد في هذه الحياة الدنيا... و بالتالي لن يتطوروا في أثناء البحث... أليس كذلك؟ ثم ألن تكون الحياة حينها مملة و خالية من الإثارة و التشويق و بلا طعم؟! أقول ربما...

باختصار، الرواية تستحق القراءة... مشوقة و روحها طيبة... و سينويه يملك موهبة القص... و الترجمة جميلة و متقنة...

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
1 تعليقات