لن انكر أنه من الممكن أصابتك بالملل في منتصف ذلك الكتاب، أو تشعر بعدم

تناسق العناوين مع المحتوى في بعض اللحظات، لكن للحق شعوري ككاتب كان

مختلف تماما، بين صفحات ذلك الكتاب العظيم، لم يكن ذلك الموعد مع فتاة واحدة، بل تمادى ألى اكثر من شخص وقع في غرام الكتابة، لهؤلاء الذين عشقوها حتى

أصبحنا و أصبحت الكتابة لا تعبر عن ذاتها إلا بهم...

الكتاب مكون من اربعة فصول، كل منهم بمثابة موعد منفصل للإنفراد بأسرار

الكتابة و القراءة، و الحب أيًضا في الكثير من الاوقات..

ماذا يفعل الكاتب عند وصوله لقمة الحب، قمة اليأس، قمة الغرور، الشعور بالغليان

و الثورة على نصه، الذي كان أحد أفكاره المبعثرة، حاول تنظيمها في سطور ثم

سخط عليها في لحظة تعديل!

كل ذلك أجاب عنه محمد الضبع بين ضلوع ذلك الكتاب، في العديد من رسائل

عظماء الكتابة الى احبتهم بين سطور يعترف فيها كل كاتب أنه يبلغ ذروة مجده بين أيدي من يحب، و رسائل انفصال تبرز مدى التعاسة التي يعيشها شاعر عندما

يتغلغل الألم داخل كيانه كله، ليصبح الحزن لديه بطريقة خاصة مؤلمة، لكن فريدة

في معانيها، كانت من أعظم تلك الرسائل، رسالة انتحار فرجينيا وولف الى زوجها ليونارد وولف و هي تختزل كل ذلك الحب بينهم في جملة عظيمة شديدة البساطة:

"لا يمكن لشخصين أن يكونا أكثر سعادة مما كنا عليه ."

لتصل في نهاية الرسالة و

تكن مدرك لحقيقة، أن عظمة الحب يجب أن تتوج أحيانا بالفراق ليكتمل.

الكتاب فرصة دسمة جدًا للتمتع بالكثير من الاقتباسات، و فرصة عظيمة لكل كاتب ليعرف عن مهنته الكثير مما لم يكن يعلمه.

أسلوب المترجم كان جيد جدا و كان موفق في أختيار عناوين الفصول و المقالات،

و عندما جاء في الفصل الثاني يحفزك على الخروج مع فتاة تحب الكتابة و قال:

"عندما تقع في حبك بعمق و بجنون، سوف تغزل كلماتها حولك كالعباءة؛ تحميك من البرد"

هنا لم اكن اتخيل تلك الفتاة سوى موهبة الكتابة عندما ترحب بالهاوي الذي يسعى الى متالكها، حتى ترضى عنه و تعطي له مفاتيح أسرارها لينطلق لعالم الرواية و القصص و الاشعار، لذلك أن أردت أن أقوم بتعديل بسيط على الكتاب،

سوف يكون في عنوانه ليصبح " أخرج في موعد مع الكتابة نفسها".